عندما يستبدل الرجل جلده بحرير مزيف، ترد عليه الأنثى بأن تلبس الفولاذ. قد تصبح خائنة او قاتلة او ما خفي أعظم. انه صراع قديم يبحث فيه الكاتب السوري مروان قاووق على الشاشات الرمضانية قريباً. ويقدمه من خلال خمس سداسيات تحت عنوان «رقص الأفاعي»، التي انهى تصويرها أخيراً في دمشق المخرج كنان اسكندراني، ومن انتاج «مجموعة الأصايل الدولية».
يتحدث الكاتب لـ «الحياة» عن مفهوم العمل قائلاً: «كل سداسية تحكي عن حادثة اقدمت المرأة من خلالها على القتل، او ارتكبت جرماً فاحشاً، بحق نفسها وبحق الرجل، وكله في العمق بدافع الحب». وحول تفاصيل كل سداسية يكشف ان سداسية «موت بعد موت» تحكي عن امراة خائنة تقتل زوجها بعد ان يكتشف خيانتها، وتستمر بعلاقتها مع الشاب الذي سرعان ما يعتدي على ابنتها فتقتله على رغم حبها له لإخفاء خيانتها ولتبعده عن ابنتها. أمّا سداسية «كارت أحمر» فتعالج ظاهرة التحرّش الجنسي، ولكن من منطلق «اتهام الرجل ظلماً»، اذ يخسر حياته الإجتماعية والعملية بسبب اتهام امرأة له تجنياً بتعرضه لها جنسياً. وتتحدث سداسية «إلا قلبي» عن امرأة عاقر توهم زوجها بأنه لا ينجب الأطفال لتحافظ عليه، وتقوم بقتل زوجة اخيه وطفله لشدّة غيرتها وخوفها على زوجها. وتعالج السداسية حسب قاووق «الحب المفرط لدى المرأة والرغبة في الأمومة والغيرة التي قد تدفعها الى القتل». وفي الإطار ذاته الذي يروي قصص الحب والخيانة، تدور كل من سداسيتيّ «لن أموت وحدي» و «جرعة حب».
يتشارك في بطولة العمل عدد من الممثلين السوريين مثل ناهد حلبي، مرام علي، هيا مرعشلي، طلال مارديني، مازن ست البنين، علي كريم، نزار ابو حجر، اندريه سكاف، محمد خير جراح، نادين قدور، محمد قنوع. ويقول مخرج العمل كنان اسكندراني أن المسلسل «يعتمد على اسلوب جديد بطرح مشاكل المرأة في المجتمع الشرقي، وكل سداسية لها طابعها الخاص من حيث النص والاخراج وفق الحالات والشخصيات، وتعتمد على تحويل حركة الكاميرا الى حركة انسانية تظهر المشاعر مع ترك النهاية مفتوحة تقريباً مع بعض الدلائل ليتفاعل المشاهد مع القصة». ويشير اسكندراني الى أن الأنثى في المسلسل «هي الضحية والمذنبة في الوقت ذاته».
يذكر ان الميل لإنتاج «المسلسلات القصيرة» تزداد حدته، بخاصةً بعد انقطاعها مع انتهاء الجزء الثاني من «أهل الغرام» ومع نجاح «صرخة روح»، ما يضع «رقص الأفاعي» تحت تساؤل ان كان سينجح في تقديم الجديد، في ظل تشابه قصص كل مسلسلات الخماسيات والسداسيات، والتي تناولت مسألة «الحب تحت سيف الخيانة».
وعن سبب هذا الإتجاه في الكتابة، يرى قاووق انّ «المشاهد العربيّ بدأ يملّ من مشاهدة المسلسلات الطويلة وانتظار نهايتها، بسبب الإرهاق والتعب النفسي». اما الخماسيات والسداسيات فتقومان على سرعة عرض كل الأحداث والوصول الى النهاية». ويشير الى صعوبة كتابة هذا النوع «لأنه عليك ان تجمع كمّاً هائلاً من الأحداث في عدد قليل من الحلقات من دون ان يشعر المشاهد بالضغط بسبب تسارعها». ومن كل ذلك، يمكن القول إن «رقص الأفاعي» ليس لذوي القلوب الضعيفة!