من المقرر أن تبدأ الاربعاء في مدينة جنيف السويسرية جولة جديدة من مفاوضات السلام في سوريا بين وفد المعارضة السورية المعين من الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن مؤتمر الرياض، والمبعوث الدولي إلى سورية ستافان دي ميستورا.
ونبه دي مستورا إلى ضرورة أن تتخذ الحكومة والمعارضة خطوات عاجلة باتجاه الانتقال السياسي.
ولكن المراسلين يقولون إن الصورة قاتمة، إذ تهدد المعارك في محافظة حلب هدنة هشة عمرها ستة أسابيع، بينما تجري انتخابات، وصفتها المعارضة بأنها لا قيمة لها، في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة.
وتقول روسيا، الحليف القوي للرئيس بشار الأسد، إن الانتخابات لا تتعارض مع محادثات السلام، وموافقة للدستور.
ولكن المعارضة تقول إن هذه الانتخابات غير شرعية واستفزازية.
وتقدم 3500 مرشح للانتخابات التي تجري في ثلثي مناطق البلاد، التي يقطنها 60 في المئة من السكان.
هجوم حلب “مخيف”
وقد وصلت اللجنة العليا للمفاوضات، التي تجمع فصائل المعارضة، الثلاثاء إلى جنيف قبيل بدء الجولة من الثالثة من المحادثات غير المباشرة، التي انطلقت في يناير/ كانون الثاني.
ومن المتوقع أن تسفر الانتخابات عن احتفاظ حزب البعث الحاكم بهيمنته على البرلمان رغم مشاركة عدد من الاحزاب الاخرى.
وقال الوفد الحكومي إنه لن يلتحق قبل الجمعة.
وبعد اجتماعه بنائب وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، في طهران، قال دي مستورا إنه يريد أن أن تخرج هذه الجولة بنتائج ملموسة.
وأضاف أنه من الضروري والعاجل أن يتفق الطرفان على المسار السياسي الذي أقره مجلس الأمن في ديسمبر/ كانون الأول، بهدف تشكيل حكومة انتقالية، ودستور جديد وانتخابات.
وأكد المبعوث الأممي على أهمية استمرار وقف الأعمال العدائية، الذي توسطت فيها الولايات المتحدة وروسيا، والسماح بمرور المساعدات الإنسانية لتصل إلى كل السوريين المحاصرين.
وحذرت ممثلة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة، سامانتا باور، من أن تصاعد العنف في محافظة حلب يهدد بتقويض المفاوضات.
وقالت باور إن الولايات المتحدة، التي تدعم المعارضة، “قلقة جدا” من إعلان الحكومة عن هجوم واسع جنوبي مدينة حلب، وإنه يتعين على الروس أن “يلزموا النظام بالبرنامج”.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره بريطانيا، إن العشرات من المقاتلين الموالين للنظام قتلوا الثلاثاء عندما حاولوا استعادة قرية العيس. وتستعين القوات الحكومية في هجومها بالغارت الجوية الروسية والحرس الثوري الإيراني ومقاتلين من حزب الله اللبناني.
وتخضع قرية العيس، التي تقع على الطريق السريع بين دمشق وحلب، لسيطرة جبهة النصرة، المنضوية تحت لواء تنظيم القاعدة، والتي لا يشملها وقف الأعمال العدائية، ولكنها حليفة لفصائل يشملها الاتفاق.
وشنت المقاتلات الحكومية غارات جوية “غير مسبوقة” على المنطقة الشرقية من حلب، التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة، حسب المرصد.
وانتقدت باور أيضا الحكومة لأنها سمحت بمرور قافلتين فقط من المساعدات الإنسانية في أبريل/ نيسان، ولم تسمح المرور إلى داريا بضواحي دمشق، حيث تفيد التقارير بوجود أطفال لم يبق منهم الجوع إلا الهياكل العظمية، وبأن الناس يقتاتون من الأعشاب.
وقال برنامج الغذاء العالمي، التابع للأمم المتحدة، إنه نجح في إنزال شحنة أخرى من المواد الغذائية بمنطقة خاضعة لسيطرة الحكومة في دير الزور، بها نحو 200 ألف ساكن وتتعرض لحصار تنظيم الدولة الإسلامية.