قتل عشرات من المدنيين، من بينهم نساء وأطفال، في قصف مدفعي على منطقة جب القبة التي يسيطر عليها مسلحو المعارضة السورية في شرق مدينة حلب، بحسب نشطاء وهيئة الدفاع المدني في المدينة.
وأفاد أفراد الدفاع المدني المعروفون بأصحاب “الخوذ البيضاء” بأن أكثر من 45 نازحا قتلوا، بينما يفيد المرصد السوري المعارض بأن عدد القتلى هو 21 شخصا.
وأفاد المرصد أيضا بإصابة عشرات الأشخاص بسبب القصف.
وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية، سانا، الأربعاء إن ثمانية أشخاص، من بينهم طفلان، قتلوا في قصف للمعارضة على مناطق خاضعة لسيطرة الحكومة في غرب حلب.
ونقلت الوكالة عن مصدر في قيادة شرطة محافظة حلب قوله إن سبعة أشخاص أصيبوا نتيجة “قذائف صاروخية” أطلقها المسلحون على أحياء الأعظمية وسيف الدولة وحلب الجديدة والفرقان.”
وتواصل قوات الحكومة السورية وحلفاؤها قصف شرق حلب، الذي يخضع لسيطرة المعارضة منذ أربع سنوات.
وقد استعادت قوات الحكومة السورية خلال الأيام الماضية ما لا يقل عن 40 في المئة من الأراضي، ويهدف الرئيس بشار الأسد إلى إحكام السيطرة على المدينة بأكملها قبل تولي الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، السلطة في الولايات المتحدة في يناير/كانون الثاني.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي قوله الأربعاء إنه يأمل في أن يُحل الوضع في حلب بسوريا في نهاية هذا العام.
ونُقل عن بوغدانوف قوله ردا على سؤال عما إذا كان يمكن حل الوضع في حلب بنهاية عام 2016 “نأمل أن يحدث ذلك”، مضيفا أنه “يجب علينا طرد الإرهابيين بنفس الطريقة التي يجب أن يطردوا بها من الموصل والرقة. إنها مهمة عامة.”
ومع استمرار المعارك، لا يزال الوضع الإنساني على الأرض كما هو، مع نفاد الأغذية والمساعدات الإنسانية في المناطق المحاصرة.
وقد أجبر أكثر من 20 ألف شخص على النزوح، مع اشتداد حدة القتال في حلب.
وشكت وزارة الخارجية الروسية الأربعاء من تسييس مسألة المساعدات الإنسانية في سوريا، وأن هذا يحدث بشكل متزايد، وقالت إن معظم مساعدات الأمم المتحدة تذهب إلى مناطق واقعة تحت سيطرة مسلحي المعارضة.
وقالت ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم الوزارة إن واحدا في المئة فقط من مساعدات الأمم المتحدة تُوجه إلى دير الزور حيث قالت إن هناك 200 ألف شخص يحاصرهم متشددو تنظيم الدولة الإسلامية وإنهم بحاجة إلى إمدادات.
وعلى النقيض من ذلك، بحسب ما قالته – فإن معظم مساعدات المنظمة الدولية تُرسل إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة بما في ذلك المناطق الواقعة تحت سيطرة الجماعة التي كانت تُعرف من قبل باسم جبهة النصرة.
وستمثل السيطرة على شرق حلب أكبر انتصار لقوات الحكومة السورية بعد بدء الانتفاضة التي كانت تهدف إلى الإطاحة بالرئيس بشار الأسد، إذ يستعيد بذلك سيطرته على المدينة بأكملها باستثناء منطقة واقعة تحت سيطرة الأكراد الذين لم يقاتلوا ضده.
وتعد استعادة حلب بالنسبة للأسد تعزيزا لقبضته على المراكز السكانية الرئيسية في غرب سوريا، حيث ركز هو وحلفاؤه قوتهم العسكرية، في حين ما زالت معظم أنحاء البلاد خارجة عن سيطرتهم.