شكوك وتحفظات عشية سريان مفعول الهدنة في سوريا

فيما رحب حلفاء الأسد بالهدنة التي من المقرر التي تدخل حيز التنفيذ غدا الإثنين، أعربت المعارضة عن عدة تحفظات وخاصة منها مدى التزام نظام الأسد بها. كما تحوم الشكوك حول مدى التزام “داعش” والفصائل المتطرفة بها.

تدخل الهدنة التي اتفق الجانبان الأمريكي والروسي عليها في سوريا حيز التنفيذ مساء الاثنين (12 سبتمبر/أيلول 2016) بعدما قبلت بها الحكومة السورية، لكن الشكوك ما زالت تحيط بموقف المعارضة، فيما حصدت سلسلة غارات جوية عددا جديدا من القتلى في مناطق المعارضة.

ويفترض أن يبدأ مفعول الهدنة عند المغرب اليوم الاثنين، في اليوم الأول من عيد الأضحى، وهي محاولة جديدة من سلسلة مبادرات حفلت بها سنوات النزاع الخمس الدامية سعيا لايجاد تسوية لحرب مدمرة حصدت أكثر من 290 ألف قتيل وشردت الملايين.

وأوضح المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا مايكل راتني أن هدنة أولى لمدة ثماني وأربعين ساعة مقررة ستبدأ الساعة 19,00 (16,00 ت غ) الاثنين. ووافقت الحكومة السورية المدعومة من موسكو على الاتفاق. كما رحبت إيران، حليفة النظام، بالاتفاق.

من جهته، قال قيادي في المعارضة السورية اليوم الأحد إن فصائل معارضة ستصدر بيانا للترحيب بالاتفاق الروسي الأمريكي بشأن الهدنة وتوصيل المساعدات في سوريا، لكن لها تحفظات على طريقة التعامل مع الانتهاكات من جانب الحكومة.

وقال التلفزيون السوري والمرصد السوري لحقوق الإنسان وجماعات من المعارضة إن القتال العنيف والضربات الجوية تواصلت في أجزاء من سوريا قبل يوم من دخول الهدنة الإنسانية حيز التنفيذ.

وقال زكريا ملاحفجي من تجمع (فاستقم) في حلب إن الفصائل المعارضة ‭‭”‬‬ترحب بوقف إطلاق النار وترحب بدخول المساعدات ولها تحفظات على بعض النقاط… إن النظام ما بيلتزم طيب شو عقوبة النظام إذا ما التزم.” وذكر ملاحفجي أن جماعات المعارضة “تشعر أنها غُبنت ولم تستشر أصلا (في أمر الاتفاق)… قسم كبير من الاتفاق بيخدم (يخدم) النظام وما بيضغط عليه وما بيخدم الشعب السوري.”

ولن يشمل وقف إطلاق النار الجماعات المتشددة مثل تنظيم “الدولة الإسلامية” وجبهة فتح الشام التي كانت تعرف من قبل باسم جبهة النصرة حتى قطعت صلاتها التنظيمية مع تنظيم القاعدة وغيرت اسمها.

وأمس السبت حذرت الولايات المتحدة مقاتلي المعارضة من “عواقب وخيمة” إن تعاونوا مع جبهة فتح الشام التي قاتلت إلى جانب مجموعة من الفصائل المسلحة من المعارضة الرئيسية والإسلامية في عدة معارك طاحنة في الأسابيع الأخيرة في جنوب حلب.

ميدانيا، تعرضت حلب ومحافظة إدلب للمزيد من الضربات الجوية اليوم الأحد بعد مقتل العشرات في قصف جوي أمس. وقال المرصد السوري ومقره بريطانيا إن ضربات جوية على مدينة سراقب استهدفت “مركزا للدفاع المدني مخلفة جرحى ودمارا في المعدات والآليات.”

ويتطرق الاتفاق الذي أعلنه وزيرا الخارجية الأمريكي جون كيري والروسي سيرغي لافروف الجمعة، في إحدى نقاطه إلى مدينة حلب التي تشهد وضعا انسانيا مروعا وتسيطر قوات النظام على أحيائها الغربية في حين يسيطر المعارضون على أحيائها الشرقية التي يحاصرها النظام. وينص الاتفاق على الانسحاب من طريق الكاستيلو بما سيؤدي الى منطقة خالية من السلاح. وكانت الفصائل المقاتلة تستخدمه هذه الطريق في حلب للتموين قبل ان تسيطر عليها قوات النظام.

وبموجب الاتفاق، سيتم تحديد مناطق تواجد “المعارضة المعتدلة” بدقة وفصلها عن مناطق “جبهة فتح الشام”، جبهة النصرة سابقا قبل ان تعلن فك ارتباطها بتنظيم القاعدة.

ومن أبرز نقاط الاتفاق إدخال مساعدات إنسانية إلى المناطق المحاصرة والتي يصعب الوصول إليها، بما فيها حلب. وبعد مرور سبعة أيام على تطبيق وقف الأعمال القتالية وتكثيف إيصال المساعدات، تبدأ الولايات المتحدة بالتنسيق مع الروس تنفيذ ضربات جوية مشتركة ضد جبهة فتح الشام وتنظيم “الدولة الإسلامية”.

وأعلن حزب الله اللبناني الشيعي دعمه اتفاق الهدنة في سوريا حيث يحارب مقاتلوه الى جانب قوات الرئيس السوري بشار الأسد. وأفاد بيان نشرته قناة “المنار” في ساعة متأخرة من مساء السبت دون كشف مصدرها أن “القائد الميداني للعمليات في سوريا أكد أن حلفاء سوريا يلتزمون بشكل كامل ودقيق بما تقرره القيادة السورية والحكومة والمرجعيات الأمنية والسياسية في موضوع الهدنة واحترام قراراتها وتنفيذها بالصورة المطلوبة”.

+ -
.