أعلن الجيش اليمني أمس مقتل سعودي وخبير متفجرات داغستاني من تنظيم «القاعدة» وتوقيف فرنسيين اثنين من أصول تونسية في حضرموت أثناء محاولتهما الفرار جواً. وأفيد ليلا ان خمسة جنود قتلوا وآخرين فقدوا في هجوم شنه مسلحون من «القاعدة» مع حراس القصر الرئاسي في صنعاء، بعدما تحدثت معلومات عن نجاة وزير الدفاع محمد ناصر أحمد من مكمن في شبوة خلال العمليات العسكرية التي يقوم بها الجيش لتمشيط معاقل رئيسة للتنظيم في أبين وشبوة، وهي معلومات نفتها الوزارة لاحقا.
واندلعت المعركة في محيط القصر الرئاسي مساء، عندما هاجم مسلحون من «القاعدة» عناصر حراسة القصر. وقال الشهود إن الاشتباكات استمرت بعض الوقت، وقتل خلالها خمسة جنود واحتجز آخرون في الهجوم.
وكانت السلطات اعلنت مقتل قيادي كبير في التنظيم، قرب القصر الرئاسي في صنعاء، بالتزامن مع هجومين منفصلين في العاصمة والبيضاء أسفرا عن مقتل أربعة جنود على الأقل وإصابة 14 آخرين، مع تجدد الهجمات التخريبية على خطوط الطاقة وأنبوب تصدير النفط الرئيس في مأرب. وتردد مساء امس ان اشتباكات وقعت في شارع السبعين القريب من القصر الرئاسي في صنعاء.
وأكدت مصادر عسكرية رسمية أمس «مقتل خبير المتفجرات في تنظيم القاعدة تيمور الداغستاني في محافظة شبوة خلال مواجهات مع الجيش ومقتل سعودي من عناصر التنظيم يدعى تركي عبدالرحمن، ويكنى بـ «أبو وهيب».
وأضافت أن أجهزة الأمن «ألقت القبض على فرنسيين اثنين من عناصر القاعدة من أصول تونسية، هما مراد عبدالله عباد وطه العيساوي كانا ضمن خلايا تنظيم القاعدة الإرهابي في حضرموت وتم ضبطهما خلال محاولتهما الهروب من أحد المنافذ الجوية».
في السياق نفسه واصل الجيش عملياته في محافظتَي أبين وشبوة (جنوب) لتمشيط معاقل التنظيم التي استولى عليها منذ بدء حملته الأوسع التي تدخل يومها الثاني عشر، وبالتزامن مع وصول وزير الدفاع محمد ناصر أحمد إلى جبهة أبين قادماً من شبوة للإشراف على سير العمليات العسكرية.
وفيما أشاعت مصادر محلية أن الوزير أحمد نجا من مكمن نصبه مسلحون لموكبه في منطقة بين أبين وشبوة، نفى موقع وزارة الدفاع هذه الأنباء، وقال إن «لا أساس لها من الصحة ولا تعدو كونها فبركات بغرض الإثارة».
وقال الموقع ان إطلاق النار الذي سمع في منطقة المحفد «كان احتفاء من قبل المواطنين بوصول وزير الدفاع ومرافقيه وابتهاجاً بالتحام الوحدات العسكرية والأمنية القادمة من شبوة وبالانتصارات المتلاحقة على العناصر الإرهابية».
إلى ذلك، كشفت الأجهزة الأمنية عن «فرار أعداد من مسلحي القاعدة اليمنيين والأجانب من مناطق أبين وشبوة إلى محافظة البيضاء» المجاورة (170 كلم جنوب صنعاء). وقالت «إنها ترصد تحركاتهم أولاً بأول»، محذرة المواطنين من «إيوائهم أو التستر عليهم، أو تقديم أي مساعدة لهم».
ودعا محافظ البيضاء الظاهري الشدادي إلى التعاون مع الأجهزة الأمنية والإبلاغ عن المسلحين الفارين، وقال: «من غير المستبعد أن تلجأ العناصر الضالة والمتطرفة بعد سيطرة الجيش على معاقلهم في شبوة وأبين إلى دفع الإرهابيين الفارين والخلايا المتواجدة في البيضاء إلى تنفيذ عمليات انتقامية».
وتزامنت دعوات المحافظ مع مقتل ثلاثة جنود على الأقل، وإصابة أربعة في مكمن أمس لـ «القاعدة» في مديرية ذي ناعم التي سيطر الجيش عليها قبل أيام، ومع انفجار عبوة ناسفة استهدفت عربة تقل جنوداً من حماية المنشآت شرق العاصمة ما أدى إلى جرح 11 شخصاً.
وكانت اللجنة الأمنية العليا أعلنت ليل الخميس – الجمعة، مقتل قيادي كبير في التنظيم يدعى شايف محمد الشبواني ومرافق له بالقرب من القصر الرئاسي في صنعاء في عملية أمنية وصفتها بـ «النوعية»، وقالت إن» الشبواني من أخطر العناصر القيادية في التنظيم والتي تقوم بالتخطيط والمشاركة في عمليات خطف واغتيالات في العاصمة طاولت رجال أمن وعدداً من الرعايا الأجانب».
في غضون ذلك، تجددت الهجمات على المصالح الحيوية في مأرب (شرق صنعاء)، واتهمت السلطات أمس مسلحين من قبيلة الشبواني بتفجير أنبوب تصدير النفط الرئيس في منطقة آل شبوان في مأرب، وهو التفجير الثاني خلال يومين، كما اتهمتهم بشن هجومين آخرين على خطوط نقل الطاقة الرئيسة في المنطقة ما أدى إلى» إغراق العاصمة ومعظم مدن البلاد في الظلام».