قتل العشرات – بينهم أطفال – في مدينة تعز، وسط اليمن، مع احتدام المعارك بين أنصار الرئيس المعترف به دوليا عبد ربه منصور هادي والحوثيين وحلفائهم من قوات الجيش الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح.
وقالت مصادر طبية لبي بي سي إن 37 شخصا – بينهم 19 طفلا – قتلوا منذ الأربعاء حتى صباح الجمعة جراء قصف مدفعي عنيف من جانب الحوثيين وأنصارهم.
لكن وكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، التي يسيطر عليها الحوثيون، قالت إن غارات سعودية استهدفت الحي السكني في منطقة صالة بتعز، وهو ما أسفر عن مقتل 43 شخصا بينهم نساء وأطفال.
ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن مسؤولين – لم تكشف عن هويتهم – قولهم إن 23 مدنيا قتلوا في بادئ الأمر بقصف من جانب الحوثيين ثم شنت مقاتلات سعودية غارات دمرت خمسة منازل لتقتل 25 آخرين.
وتشهد مدينة تعز، التي يسيطر على غالبيتها مسلحو “المقاومة الشعبية” الموالون للحكومة المعترف بها دوليا، تدهورا حادا في الأوضاع الإنسانية جراء القتال الدائر.
وبحسب مصادر في “المقاومة الشعبية”، فإن الحوثيين وأنصارهم أرسلوا تعزيزات عسكرية كبيرة من صنعاء وذمار وإب إلى مدينة تعز.
ويقول الحوثيون إنهم عازمون على استعادة المناطق التي سيطر عليها من سموهم بــ”ميليشيات هادي والدواعش” في مدينة تعز.
وأعلن الحوثيون استعادة السيطرة على المناطق داخل المدينة، من بينها مبنى المحافظة وحي الجحملية ومنزل خاص بصالح.
ونشرت وسائل إعلام تابعة للحوثيين صورا قالت إنها لمسلحي الحركة منتشرين في بعض أحياء مدينة تعز.
لكن مجموعات “المقاومة الشعبية” نشرت أيضا صورا قالت إنها لمسلحيها داخل مبنى المحافظة صباح الجمعة.
وقال مراسل بي بي سي في اليمن إن المزيد من سكان تعز بدأوا في النزوح إلى مناطق أكثر أمنا خارجها.
وتضررت الخدمات المعيشية في المدينة بعد تدمير غالبية مرافق البنية التحتية لخدمات المياه والكهرباء والاتصالات وبعض محطات الوقود.
وتعاني تعز من نقص حاد في الغذاء والوقود، بحسب منظمات إغاثة محلية.
وقالت مصادر عسكرية موالية لهادي إن تعزيزات عسكرية كبيرة بينها أسلحة ثقيلة متطورة وصلت منفذ الوديعة البري اليمني قادمة من السعودية فجر الأربعاء ومساء الخميس الماضي.
وأضافت المصادر أن المئات من الجنود الذين تم تدريبهم مؤخرا في السعودية صاحبوا تلك القوات التي سيتم توزيعها على جبهات القتال في محافظات شبوه ومأرب والجوف وتعز.
وتقود السعودية تحالفا عسكريا لدعم هادي، الذي يعيش في المنفى منذ أشهر، في مواجهة خصومه من الحوثيين وأنصار سلفه صالح.