كل طريق يبدأ بخطوة..!!
كل حدث يبدأ بفكرة ..!!
كل جملة تبدأ بكلمة..!!
كل بناء يبدأ بقطعة حجارة..!!
كل كبير كان من قبل صغيرا..! كلٌّ وأساسه.!
رحتُ افكر واجول في فكري واتخبط في اعماقي.. خطر في ذهني طبقات البشر التي نظّمها اولائك الكبار، التي ادارها زعماء الجهل.. خطر في ذهني ملايين الخواطر..
فقط اريد ان اعلم، من هم اولئك؟ قدّيسو زمانهم؟ أم ملائكة عهدهم؟ من هم ليدمروا حياة اشخاص كادت ان تكون مكتملة وسعيدة؟ من هم ليبعثوا التعاسة لقلوب كادت ان تدق دقات فرح؟ من اولئك ليعذبوا نفوساً ويقتلوا ارواحاً ؟ من هم ليقرروا مصير بشر؟ اهٍ من قلب قسا على قلوب طاهرة، والف اهٍ على نفسٍ ظلمت اناساً بريئة، ومليون اهٍ على يدٍ مُدّت على مظلوم كان!
ما هذه الحالة التي وصلنا اليها؟ كم من دمعة سالت بسببهم، وكم من جرحٍ نزف من اجلهم، وكم من طفلٍ تشرد وحرم من حضن امه؟
وجع، الم، جوع، ظلم، انتحار، دمار، اغتصاب، آلام، آهات.. كله بسبب من؟ بسبب ماذا؟ كل هذا بسبب الجهل. بسبب التسلط. والطمع بالتسلط. والافكار المغفلة.
ما ذنبهم، وبماذا أخطؤوا لكي يحاسبوا بالخوف والحسرة؟ ما ذنبهم لكي يتعايشوا مع واقع لا يريدونه ولا يحبذونه؟
قلوبنا من هنا الى هناك معكم، وروحنا فداء لكل روح تعذبت وقلب تألم.
اين الرأفة والانسانية؟ اختفت وباتت نهاية حزينة دفع ثمنها اجيال عدة.
اين المحبة والعطف والضمير؟ لقد ذهب سدىً.
يا ليتنا نعود في الزمن الى الوراء، لنخرج من هذا الصراع، من هذا التهوّر والتآمر المخيب للآمال.
يا ليتنا نعود ادراجنا الى الزمن الماضي، الذي كان به اجدادنا يقاسون من التعب من كل النواحي الاجتماعية والمادية، ولكن انها الحياة القديمة المثلى التي لم يكن بها مذلّة، لم يكن اعتداء. لقد كانوا يعيشون في أزقة والاقلّة بهم مأوى، بالكاد ينامون، يستيقظون وقت شقشقة النور للسعي وراء لقمة عيشهم، ولكنهم يشعرون على الاقل براحة البال. تملأ قلوبهم الانسانية والمحبة. لا نشعر بهم لاننا لم نعش قسوة زمانهم، ولم نذق مرارة معاناتهم.
يا ليت الظالم يتراجع عن ظلمه ويتوب، لعل ذلك يفيده ويغيره. يا ليتها تختفي هذه الاحداث.
لقد مرَّ الماضي، وها نحن نعيش الحاضر، ولكن كيف سيكون المستقبل؟!