تبادل الاردن والحكومة السورية طرد رئيسي بعثتيهما الديبلوماسية، مع توافر معلومات عن اتجاه عمان لفتح مكتب لـ «الائتلاف الوطني السوري» المعارض. واكدت مصادر معارضة ان ادارة الرئيس باراك اوباما رفعت الفيتو عن تسليم مقاتلي المعارضة السورية صواريخ مضادة للطائرات يتوقع ان تستعمل قريبا في جنوب سورية قرب حدود الاردن وشمالها قرب حدود تركيا.
وأعلن الأردن أمس طرد السفير السوري في عمان بهجت سليمان ومنحه 24 ساعة لمغادرة البلاد. وقالت وزارة الخارجية الأردنية في بيان إن «السفير السوري انتهك الأعراف والمواثيق الديبلوماسية بنشره تصريحات متكررة تنتقد الأردن عبر وسائل التواصل الاجتماعي».
ويطوي الاردن بطرد سفير مقرب من الرئيس بشار الاسد سياسة اتبعها منذ ثلاث سنوات قامت على ترك الخيارات مفتوحة بين استضافة سفير للنظام واستقبال معارضين سوريين وعدد كبير من اللاجئين.
وقالت الناطقة باسم الوزارة صباح الرافعي ان سليمان «استخدم أراضي المملكة منبراً للتشكيك بمواقفها وتوجيه الاتهامات الباطلة لها في أكثر من موقع وأكثر من تصريح وأكثر من مرة، إضافة إلى أنه استخدم الأراضي الأردنية لتوجيه الإساءات المباشرة لدول عربية شقيقة وجارة للأردن وقياداتها التي تربطها بالمملكة أوطد العلاقات الأخوية وأمتنها».
وردت الحكومة السورية بطرد القائم بالأعمال الأردني لديها. وعلى رغم أن الأردن لم يغلق سفارته في دمشق حتى الآن، إلا أنه لجأ منذ بدء الأزمة إلى سحب كبار موظفيه من دمشق.
ورحب «الائتلاف» بالخطوة التي قامت بها عمان. وقال في بيانه انه «يشكر الأردن ملكاً وحكومة وشعباً على هذه الخطوة الهامة، المسبوقة بمواقف عديدة تناصر قضية الشعب السوري بالحصول على الحرية والكرامة، ويدعو بقية الدول إلى اتخاذ خطوات مماثلة تزيد من عزلة النظام إقيمياً ودولياً». وقال مصدر معارض لـ «الحياة» إن «الحكومة الأردنية أبدت موافقتها أخيراً على افتتاح مكتب لـ «الائتلاف». وأضاف: «كان لدينا علم بقرار طرد السفير السوري. وتم انتخاب المعارض محمد المروح من قبل الهيئة السياسية للائتلاف في اسطنبول الأحد ليكون ممثلاً للمعارضة في الاردن».
لكن مصدرا حكوميا اردنيا نفى نية اعتماد ممثل لـ «الائتلاف». في حين ان مصادر المعارضة السورية افادت بان «الائتلاف» أستأجر مكاتب له في عمان وعين موظفين للعمل فيه وانه لن يتسلم مقر السفارة السورية.
في موزاة ذلك، أكدت مصادر متطابقة لـ «الحياة» أن إدارة أوباما رفعت الفيتو عن تسليم صواريخ مضادة للطيران إلى «مجموعات منتقاة» من مقاتلي المعارضة، ذلك ضمن سياستها بـ «التصعيد التدرجي» ضد النظام لـ «تغير ميزان القوى والضغط عليه وحلفائه لقبول المفاوضات وصولاً إلى حل سياسي».
ميدانياً، تقدم مقاتلو المعارضة أمس في شمال غربي البلاد بعد سيطرتهم على عدد من حواجز القوات النظامية، ما مكنهم من تضييق الخناق على معسكرين أساسيين لها، في وقت قالت المعارضة إنها سيطرت على 41 حاجزاً نظامياً تربط ريف إدلب بحماة وسط البلاد.
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن مقاتلي معارضين سيطروا «على حاجز السلام غرب مدينة خان شيخون (في ريف إدلب الجنوبي) بعد اشتباكات عنيفة مع قوات النظام» بعد ساعات من سيطرتهم على حواجز النظام في محيط بلدة حيش، الواقع إلى الشمال من خان شيخون. كما سيطرت المعارضة على مدينة خان شيخون الواقعة على الطريق الدولية بين دمشق ووسط البلاد وحلب شمالاً.
وبذلك باتت الطريق الدولية بين ريف إدلب الجنوبي وبلدة مورك التي يسيطر عليها المقاتلون في شمال محافظة حماة مقطوعة أمام القوات النظامية. وقال «المرصد» إن هذه التقدمات أتاحت لمقاتلي المعارضة «تضييق الخناق على معسكري وادي الضيف والحامدية»، وهما أكبر تجمعين للقوات النظامية في إدلب.