وسّع التحالف الدولي – العربي بقيادة الولايات المتحدة نطاق غاراته ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في سورية لتقترب من وسط البلاد.
وكان التحالف الدولي – العربي وسّع امس نطاق ضرباته الجوية في سورية، بعدما أرسلت ثلاث دول أوروبية مقاتلات للمشاركة في الضربات ضد تنظيم «داعش» في العراق. وأكدت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) ان قوات التحالف شنت سلسلة جديدة من الغارات ضد اهداف «داعش» في سورية والعراق. وقالت القيادة الأميركية الوسطى ان الهجمات اصابت سبعة أهداف في سورية بينها مبنى تابع للتنظيم المتطرف وعربتان عسكريتان عند معبر حدودي في بلدة عين العرب (كوباني) الكردية المحاصرة. ورد التنظيم باستهداف مناطق في الأحياء الشرقية في مدينة عين العرب. كما قصفت قوات تركية اطراف المدينة بعد سقوط قذائف في الأراضي التركية وسط استمرار وصول مقاتلين اكراد للقتال ضد «داعش».
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» ان 40 من «وحدات حماية الشعب الكردي» قتلوا خلال الاشتباكات المستمرة منذ نحو 5 أيام، مع عناصر «داعش» في مدينة راس العين (سري كانييه) الكردية، شرق البلاد، حيث قصف التحالف مدينة الرقة التي يتخذها التنظيم المتشدد مقراً لـ «الخلافة» التي اعلنت في حزيران (يونيو) الماضي في العراق وسورية. وقال «المرصد» انه سمعت أصوات «31 انفجاراً على الأقل في مدينة الرقة ومحيطها».
كما وجّه التحالف للمرة الأولى ضربات جوية على مواقع للتنظيم في محافظة حمص في وسط سورية. وقال مدير «المرصد» رامي عبدالرحمن إن «طائرات تابعة للتحالف قصفت منطقة الحماد الصحراوية الواقعة شرق مدينة تدمر التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية» قرب خط الجبهة حيث تنتشر القوات النظامية السورية التي تسيطر على حمص، ثالث مدن البلاد.
وأكد ديبلوماسيون اميركيون هذا الأسبوع أن إدارتهم اختارت «طريقاً بديلاً» بين التنظيم المتطرف والنظام من خلال قرارها تدريب وتسليح معارضين سوريين معتدلين يقاتلون الطرفين. وقال كيري ان هذه الجهود «ستساعد في ايجاد الشروط التي يمكن ان تؤدي الى تسوية تفاوضية تنهي النزاع».
وقال مسؤول أميركي لـ «الحياة» إن المبعوث الأميركي جون آلن سيتوجه من نيويورك الى الشرق الأوسط، في جولة هي الأولى له منذ تعيينه في المنصب منذ أسبوعين حيث يبحث في دول الخليج والعراق في التحالف العسكري وتوزيع المهمات الى جانب تدريب المعارضة السورية، بحيث يتوقع بحث تجهيز المعارضة وأن تكون له محطتان في العراق وتركيا.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قال إن القوات التركية قد تساهم في إنشاء «منطقة آمنة» شمال سورية في حالة إبرام اتفاق دولي على اقامة ملاذ للاجئين الذين يفرون من مقاتلي «داعش». وقال أردوغان في مقابلة مع صحيفة «حريت» في طريق عودته من نيويورك: «عند توزيع الأعباء ستضطلع كل دولة بدور معين وستنفذ تركيا الدور المناط بها مهما كان. ان العمليات الجوية وحدها لن تكفي ولا يمكن القضاء على مثل هذه المنظمة الإرهابية بالغارات الجوية فقط. القوات البرية تلعب دوراً تكميلياً». وكان مسؤولون أميركيون قالوا ان واشنطن تدرس طلباً تركياً لإقامة منطقة حظر جوّي في شمال سورية.