غارات روسية على موقع تستخدمه «قوات خاصة» غربية في سورية

أفادت تقارير إعلامية أميركية أن طائرات روسية قصفت موقعاً في شرق سورية استخدمته «قوات خاصة» أميركية وبريطانية الشهر الماضي وموقعاً آخر على ارتباط بـ «وكالة الاستخبارات المركزية» (سي آي أي) ضمن الضغوط الروسية على واشنطن للدفع باتجاه التعاون العسكري بين الجانبين في سورية، في وقت أفيد بمقتل شاب أميركي كان يقاتل مع الأكراد ضد «داعش». وأعرب المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا عن الأمل في استئناف مفاوضات جنيف في الشهر المقبل.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية أمس عن مسؤولين أميركيين قولهم إن الغارات التي نفذت على التوالي في 16 حزيران (يونيو) و12 تموز (يوليو) ولم يُعلن عنها سابقاً، تندرج في إطار محاولات موسكو للضغط على واشنطن لحملها على التعاون في شكل أكبر معها في الأجواء السورية. وأضافت أن وحدة تضم 20 عنصراً من القوات الخاصة البريطانية انسحبت في اليوم السابق للغارة الأولى في 16 حزيران من موقع عسكري على بعد 16 كيلومتراً من الحدود الأردنية. وقال مسؤولون أميركيون ومعارضون للصحيفة إن الموقع قصف بقنابل عنقودية. وأضافت الصحيفة أن المحاولات الأميركية لإبلاغ الجانب الروسي فشلت في تفادي غارات جديدة على الموقع. وبعد ثلاثة أسابيع في 12 تموز، قصفت طائرات روسية مخيماً للمعارضة المسلحة تستخدمه أسر المسلحين المدعومين من «سي آي أي» غرب معبر التنف الحدودي مع العراق. وقال ضباط أميركيون ومسؤولون في الاستخبارات للصحيفة إن الغارات ساهمت في تشديد رفض وزارة الدفاع (بنتاغون) ووكالة الاستخبارات المركزية الأميركية التعاون مع الروس.

وأضافت أن البيت الأبيض ووزارة الخارجية قررتا التوصل إلى تسوية في محاولة لتجنب تصعيد عسكري. وتوصل وزير الخارجية الأميركي جون كيري بعد ذلك إلى اتفاق مع الروس للتعاون في قصف مواقع لـ «جبهة النصرة». وبموجب الاتفاق يوقف الروس غاراتهم على المعارضة المسلحة المدعومة من واشنطن ويوقفون غارات سلاح الجو السوري مقابل تخفيف واشنطن من عزلة موسكو الدولية.

في موسكو، نقلت وكالة «انترفاكس» عن مصدر روسي قوله إن الجانبين الروسي والأميركي ناقشا قصف الطائرات الروسية قاعدة التنف. وأشار إلى أن «الجانب الروسي قدم للطرف الآخر كل التوضيحات اللازمة وجرى بحث الموضوع في مؤتمر فيديو بين العسكريين من الدولتين وأنه لا يوجد أي أساس الآن لتكرار النقاش حول هذا الموضوع».

وشدد المصدر على أن الأميركيين لم يضعوا الموقع المذكور ضمن قائمة المناطق حيث تنشط المعارضة المسلحة السورية الملتزمة بوقف النار. وأشار إلى أن الجانب الروسي أبلغ التحالف الدولي بزعامة الولايات المتحدة في شكل مسبق بالغارة المذكورة ولم ترد أي ردود فعل حول ذلك. وأشارت «انترفاكس» إلى عقد مؤتمر فيديو بين العسكريين الروس والأميركيين يوم 18 حزيران بناء على طلب من الجانب الأميركي و «خلاله زعم الأخير أن الغارة استهدفت عمداً فصائل المعارضة السورية وذلك خلال طلب الولايات المتحدة عدم تنفيذ القصف». وقال ممثل وزارة الدفاع اللواء ايغور كوناشنكوف إن ممثلي وزارة الدفاع الروسية شرحوا للطرف الآخر في شكل مفصل ومقنع أن الموقع المستهدف يقع على بعد أكثر من 300 كيلومتر خارج الأراضي التي أعلن الأميركيون أن المعارضة المعتدلة التي انضمت إلى وقف الأعمال العدائية موجودة فيها.

في برلين، قال دي ميستورا إن الأسابيع الثلاثة المقبلة «حاسمة» وإنه والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون يعملان على استئناف مفاوضات جنيف في آب (أغسطس) المقبل، في وقت قالت جيسي شاهين الناطقة باسمه إن دي ميستورا يأمل بأن يمهد اجتماع يتوقع أن يعقد في جنيف الأسبوع المقبل مع مسؤولين أميركيين وروس الطريق لاستئناف المفاوضات. وقالت في مؤتمر صحافي في جنيف: «أملنا هو أن تساعد أي مناقشات في شأن سورية في تحريك العملية قدماً بحيث يتسنى لنا أيضاً أن نبدأ الجولة المقبلة من المحادثات بين السوريين».

إلى ذلك، أعلنت «وحدات حماية الشعب» الكردية أن أميركياً يدعى ليفي جوناثان شيرلي كان يحارب في صفوفها قتل في المعارك مع تنظيم «داعش» في مدينة منبج شرق حلب. وأشارت إلى أن شيرلي الذي حمل اسماً كردياً هو أجير سرفان قتل في 14 تموز، في وقت استؤنفت أمس المعارك بين «قوات سورية الديموقراطية» الكردية – العربية و «داعش» في منبج.

+ -
.