قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن طائرات حربية قصفت مدينة حلب في شمال سوريا، للمرة الأولى منذ بدء سريان هدنة مدتها سبعة أيام قبل نحو أسبوع. يأتي ذلك مع تصاعد حدة الاتهامات بين واشنطن وموسكو.
استهدفت غارات جوية، الأحد (18 سبتمبر/أيلول 2016)، الأحياء الشرقية في مدينة حلب السورية للمرة الأولى منذ بدء الهدنة في سوريا قبل حوالي أسبوع، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وبحسب المرصد السوري “استهدفت طائرات حربية أحياء كرم الجبل وكرم البيك والصاخور وحي الشيخ خضر في مدينة حلب بأربعة صواريخ، ما أسفر عن سقوط جرحى”. ولم يتمكن المرصد السوري من تحديد ما إذا كانت الطائرات روسية أو سورية.
وتأتي هذه الغارات على شرق مدينة حلب، رغم تأكيد بثينة شعبان مستشارة الرئيس -في حديث لوكالة فرانس برس- على التزام النظام بالهدنة السارية في البلاد. وبذات الوقت شددت شعبان على أن الغارات الأميركية التي استهدفت مواقع الجيش السوري السبت كانت “مقصودة”.
وأفادت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء، نقلا عن وزارة الخارجية الروسية، القول اليوم الأحد إن التوتر يتصاعد في مدينة حلب وحولها، مع “استعداد المتشددين لشن عمليات عسكرية واسعة النطاق ضد الجيش السوري”. وأضافت الوكالة أن الجيش الروسي “اتهم الولايات المتحدة بعدم تنفيذ وعدها بالمساعدة في فصل الإرهابيين عن الوحدات التابعة للمعارضة السورية”.
وأثارت واشنطن غضب موسكو أيضا عندما تركت سفيرتها في الأمم المتحدة سمانثا باور مقعدها فجأة بعد أن انتقد السفير الروسي في المنظمة الدولية فيتالي تشوركين الضربات الجوية خلال اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا “نخلص إلى استنتاج مروع حقا للعالم بأسره: أن البيت الأبيض يدافع عن الدولة الإسلامية.. الآن لا يمكن أن يكون ذلك محل شك.”
وقالت باور إنه ينبغي لزاخاروفا أن تخجل من هذا الزعم. وقال تشوركين إن روسيا لا تملك “دليلا محددا” على تواطؤ الولايات المتحدة مع متشددي الدولة الإسلامية. ومن المرجح أن يزيد الخلاف الدبلوماسي تعقيد توصيل المساعدات الإنسانية إلى سوريا بما في ذلك مدينة حلب التي يظل الوضع فيها متأزما بشدة وحيث انتهكت الهدنة مرارا. وقالت الأمم المتحدة لرويترز إن شاحنات المساعدات التي كان من المنتظر أن تتحرك إلى حلب صباح اليوم الأحد تأجلت مرة أخرى.