شكل مقاتلو «البيشمركة» و «وحدات حماية الشعب» الكردية غرفة عمليات عسكرية مشتركة في عين العرب (كوباني) شمال سورية، لتنسيق الحملة ضد تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) الذي أمطر نقطة الحدود السورية- التركية بالقصف لمنع وصول طليعة «البيشمركة» الى المدينة أمس.
وشدد المبعوث الدولي ستيفان دي مستورا في أول إحاطة له أمام مجلس الأمن على ضرورة «البدء بتحرك جديد من دون شروط مسبقة يرتكز على ثلاث أولويات: خفض العنف، وتحسين ظروف وصول المساعدات الإنسانية وزرع بذور عملية سياسية»، في وقت اعتبرت واشنطن أن الرئيس بشار الأسد «جاذب للتطرف».
وأعلنت القيادة المركزية الأميركية إن مقاتلات التحالف الدولي- العربي ضربت وحدتين صغيرتين لـ «الدولة الإسلامية» قرب عين العرب ودمرت سبعة مواقع قتالية وخمسة مبان. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بدخول «نحو عشرة عناصر من قوات البيشمركة إلى المدينة عبر المعبر الحدودي التركي»، لافتاً الى تشكيل «غرفة عمليات بين وحدات الحماية والبيشمركة في عين العرب». ويتوقع ان يقدّم مسؤولو الغرفة معلومات وإحداثيات الى قوات التحالف لتركيز غاراتها على التنظيم في المدينة.
وبات مرتقباً دخول بقية عناصر «البيشمركة» خلال الساعات المقبلة، لكن «تنظيم داعش أمطر المنطقة الحدودية من عين العرب بالقصف بقذائف هاون والأسلحة الرشاشة الثقيلة» لعرقلة دخولهم، بحسب «المرصد».
وقال قائد «الجيش السوري الحر» نزار الخطيب ان حوالى 400 من مقاتليه يقاتلون الى جانب الأكراد، وزاد: «كنا مئتين نتحدر من المنطقة قبل ان تبدأ المعارك الأولى ضد الدولة الإسلامية، ونحن الآن حوالى 400 (…) وننتظر تعزيزات». وأحيت هذه التعزيزات الأمل بصمود عين العرب التي يسيطر «داعش» منذ اكثر من أسبوعين على نحو نصفها.
في واشنطن، أكد نائب مستشار الأمن القومي الأميركي تونس بلينكن أن واشنطن تعمل مع السعودية وتركيا لتدريب وتجهيز المعارضة السورية المعتدلة، و «حققت تقدماً»، مشيراً إلى أن الأسد هو «مغناطيس (جاذب) التطرف» و»لا استقرار في ظل قيادته».
وفي القاهرة، أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري خلال لقائه رئيس «الائتلاف الوطني السوري» هادي البحرة امس «أهمية الحل السياسي للأزمة السورية الذي يحقق تطلعات الشعب السوري في بناء نظام ديموقراطي تعددي يعكس تنوعه السياسي والإثني والعرقي».
في نيويورك، شدد المبعوث الدولي دي ميستورا في أول إحاطة له أمام مجلس الأمن على ضرورة «البدء بتحرك جديد من دون شروط مسبقة يرتكز إلى ثلاث أولويات: خفض العنف، وتحسين ظروف وصول المساعدات الإنسانية وزرع بذور عملية سياسية». وشدد على «تجاوز الشروط المسبقة التي لم تؤد إلا الى تعميق الأزمة»، مشيراً الى أن بيان جنيف الأول «لا يزال نقطة ارتكاز أساسية». وحذر دي مستورا من أن عين العرب هي المحطة الأخيرة قبل حلب، لأن «داعش» سيحاول اقتحام حلب إن تمكن من السيطرة عليها.
وشدد على ضرورة مواجهة التنظيم، لكنه استدرك قائلاً إن «محاربة الإرهاب هي واحد من أضلع عدة لطريقة العمل لأن هزيمة داعش مرتبطة عضوياً بالتوصل الى حل سياسي متفاوض عليه للأزمة السورية». ونبّه إلى أن «بداية الحل السياسي يجب أن تكون من داخل سورية بحيث يتم البناء عليها من خلال دعم إقليمي ودولي» على أن «تكون من دون شروط مسبقة، وتشمل مشاركة واسعة، وبناء على اتصال بكل الطوائف في المجتمع السوري».
ولفت إلى أن «الحل في سورية يحتاج الى حوار إقليمي ودولي وآمل بأن نتمكن قريباً من أن نجمع الأطراف الأساسيين المؤثرين في آلية مناسبة للتوصل الى إجماع على كيفية إطلاق الحل السياسي».
السفير الروسي فيتالي تشوركين رحب بما وصفه بـ «مقاربة دي مستورا الجديدة». وقال انه «اقترح تشكيل مجموعة أصدقاء للأمين العام للأمم المتحدة بحيث تضم دولاً أساسية غابت عن مناقشات مونترو (في سويسرا بداية العام) كالسعودية وإيران، بحيث يكون أكثر تركيزاً على الدول المعنية». وأبدى استعداد روسيا لـ «البدء مجدداً بتفعيل آلية الاجتماعات الثلاثية بين الولايات المتحدة وروسيا والأمم المتحدة».
الى ذلك، قال «المرصد» ان «داعش» سيطر امس على كل حقل شاعر للغاز وسط البلاد بعدما استعادته قوات النظام قبل شهرين، بالتزامن مع تفجير التنظيم سيارة مفخخة في مطار «التيفور» وسط البلاد، علماً انه أهم مطار عسكري في سورية.