تتوقف السيارة عند إشارة التوقف.. تنحدر عند المنعطفات.. لا تتمايل أو تهتز.. إنها سيارة غوغل التي تسير دون سائق وقد تمت تجربتها في شوارع ماونتن فيو الهادئة بوادي السليكون حيث مقر شركة الانترنت العملاقة.
المهندسون الذين أجروا التجربة ليسوا من خبراء السيارات وإنما هم مهندسون بارعون في علوم الكمبيوتر والتكنولوجيا. ولم تسر السيارة مسرعة رغم أن مهندسي غوغل قالوا إنه في بعض الأوقات يكون السير بسرعة أكثر أمانا من الالتزام بالحد المسموح به.
وقال دميتري دولغوف مهندس البرمجيات للمشروع “آلاف الأشخاص يقتلون في حوادث السيارات كل عام… هذه السيارة قد تغير كل ذلك”.
و”المستقلة” هو الاسم الفني الذي يستخدمه دولغوف الأميركي روسي المولد لوصف السيارات القادرة على قيادة نفسها.
وأعلنت غوغل عن البرنامج الخاص بالسيارات التي تسير دون سائق عام 2010 غير أنه بدأ في العام 2013 فقط.
ويقول دولغوف (36 عاما) إن البرنامج قد لا يؤتي ثماره قبل سنوات ومن ثم فان غوغل لا تكشف عن أي خطط تجارية للسيارة التي تسير دون سائق إن كانت هناك خطة.
وكان دولغوف قام برحلة في الآونة الأخيرة بواحدة من هذه السيارات وسار بها مسافة 725 كيلومترا من وادي السليكون حتى تاهو ثم عاد ثانية.
وخلال جولة تجربة السيارة التي استغرقت 25 دقيقة كان بريان تروسيليني (السائق الاختباري الرئيسي) يجلس على مقعد السائق تحسبا لحدوث أي شيء إذ عليه آنذاك أن يتحول إلى القيادة العادية للسيارة. ولكن لم يحدث ما يستدعي ذلك.
وجلس دولغوف في مقعد السيارة الخلفي وأدخل الوجهة المطلوب في جهاز كمبيوتر محمول جرى توصيله بالسيارة. وحدد البرنامج المسار على الخريطة وانطلقت السيارة.
والواقعة المثيرة الوحيدة كانت عندما انحرفت سيارة قادمة يسارا لتجد نفسها في الطريق أمام سيارة دولغوف التي استخدمت المكابح وتوقفت ثم صحح سائق السيارة الأخرى مساره سريعا.
وقال دولغوف إن السيارة مبرمجة لتسير بالحد المسموح به للسرعة غير أن الأبحاث توضح أن الالتزام بهذا الأمر في الوقت الذي تسير فيه سيارات أخرى بشكل أسرع قد يكون خطيرا ومن ثم يمكن للسيارة “المستقلة” أن تتجاوز حد السرعة بما يصل إلى 16 كيلومترا في الساعة عندما تسمح الأوضاع المرورية بذلك.