أعلنت نحو 10 من فصائل المعارضة السورية في وقت متأخر الاثنين عن تعليق مشاركتها في مفاوضات السلام المزمع عقدها في مدينة آستانة عاصمة كازاخستان.
وذكر بيان وقعه عدد من الفصائل أن سبب التعليق هو “انتهاك الحكومة غير مرة لاتفاق وقف إطلاق النار”.
وكانت تركيا وروسيا قد توسطتا في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار الخميس الماضي، مازال ساريا المفعول منذ ذلك الوقت.
وقالت هذه الفصائل في البيان إنه “نظرا لتفاقم الوضع واستمرار الانتهاكات، فإن الفصائل تعلن تعليق أي محادثات لها علاقة بمفاوضات آستانة أو أي مشاورات مترتبة على اتفاق وقف إطلاق النار حتى تنفيذه بالكامل”.
وجاء في بيان الفصائل أنها لن تشارك في المفاوضات ما لم توقف الحكومة السورية وحلفاؤها الإيرانيون ما وصفوه “بانتهاكاتها لوقف إطلاق النار.”
وأضاف البيان أن اي تقدم ميداني من جانب الجيش الحكومي والمليشيات التي تحارب إلى جانبه سينهي وقف إطلاق النار الهش.
اتهامات
واتهمت الفصائل الحكومة بانتهاك وقف إطلاق النار قرب دمشق، وأشارت الجماعات المسلحة إلى القتال الدائر في منطقة وادي بردى الواقعة شمال غرب دمشق والتي تقع تحت سيطرة المعارضة، حيث تتعرض – بحسب ما ذكرته الفصائل – لقصف يومي تقريبا وغارات من قبل القوات السورية وقوات حزب الله.
ولا تقع تلك المنطقة في نطاق اتفاق وقف إطلاق النار، بسبب وجود جبهة النصرة فيها، وهي جماعة مستثناة من الاتفاق.
وأوضح البيان أنه في الوقت الذي “تحترم فيه الفصائل وقف إطلاق النار في أنحاء سوريا جميعا … فإن النظام وحلفاءه لم يوقفوا إطلاق النار.”
ولكن الجيش السوري نفي تلك الادعاءات.
وكان مجلس الامن التابع للأمم المتحدة قد صوت بالإجماع لصالح مشروع قرار يرحب بالجهود التي تبذلها روسيا وتركيا لإنهاء القتال في سوريا وتنظيم مفاوضات سلام.
واستثنى اتفاق وقف إطلاق النار ثلاث جماعات هي تنظيم الدولة الإسلامية، وجبهة النصرة، ومليشيات وحدات حماية الشعب الكردي.
من يشملهم الاتفاق؟
ويتضمن الاتفاق، من ناحية، قوات الحكومة السورية، والمليشيات المتحالفة معها، والجيش الروسي. وفي الناحية الأخرى يشمل الجيش السوري الحر، وعددا آخر من الجماعات.
وذكر الجيش الروسي أسماء سبعة “تشكيلات معارضة معتدلة” شملها الاتفاق، مثل فيلق الشام، وأحرار الشام، وجيش الإسلام – وهي الجماعة التي وصفتها روسيا في السابق بأنها منظمة إرهابية – وثوار أهل الشام، التي قالت إن لديها “تحفظات” على الاتفاق.
وكانت جبهة النصرة – التي لا يشملها الاتفاق – قد قالت الجمعة إنها ستواصل قتال الرئيس بشار الأسد. وقال متحدث باسمها إن الحل السياسي بناء على هذه الهدنة سوف “يعيد إنتاج نظام مجرم”. ويعمل أعضاء الجبهة حاليا كجزء من تحالف يسيطر على محافظة إدلب.
وكانت الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن مؤتمر الرياض للمعارضة السورية، قد رحبت، في وقت سابق، بدعوة التفاوض لحل الأزمة في سوريا بالعاصمة الكازاخستانية آستانة، واصفة ذلك بالجهود الصادقة للسلام.