اتجه الوضع في مناطق شرق أوكرانيا نحو مزيد من التدهور. ونشرت كييف أمس تفاصيل عن خطط لـ «زعزعة الوضع في أقاليم أوكرانيا»، رداً على اتهام روسيا حركة «القطاع الأيمن» شبه العسكرية المتطرفة بـ «التواطؤ» مع السلطات الجديدة في كييف في استهداف متظاهرين بمدينة خاركيف السبت الماضي، ما أسفر عن جرحى. (للمزيد)
وعشية تنظيم إقليم شبه جزيرة القرم الأحد المقبل استفتاء على «الانضمام إلى روسيا»، ترفضه كييف والغرب، أعلنت الولايات المتحدة إرسال 12 طائرة مقاتلة من نوع «إف-16» إلى بولندا بحلول الخميس، كما سيرسل الحلف الأطلسي (ناتو) طائرات استطلاع من نوع «أواكس» لتنفيذ مهمات استكشافية في أجواء بولندا ورومانيا. وقال مسؤول في «الناتو» إن هذه المهمات «ستعزز قدرة الحلف على مراقبة الوضع، وستنفذ فقط فوق أراضي دول أعضاء في الحلف».
في موسكو، أعلن وزير الخارجية سيرغي لافروف أن بلاده ستطرح اقتراحاتها الخاصة لحل أزمة أوكرانيا، رداً على وثيقة اقتراحات أرسلتها واشنطن وطالبت فيها كما قالت، بـ «قبول موسكو الوضع الذي اوجده الانقلاب الذي أطاح الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش نهاية الشهر الماضي».
وأضاف لافروف خلال لقاء تلفزيوني مع الرئيس فلاديمير بوتين: «دعوت وزير الخارجية الأميركي جون كيري لزيارة موسكو اليوم ومناقشة أزمة اوكرانيا، فأبدى موافقته الأولية، قبل أن يرجئ الزيارة لفترة لم يحددها من أجل إعداد صانعي السياسة وثيقتهم».
ويستقبل الرئيس باراك اوباما رئيس الوزراء الأوكراني الجديد أرسيني ياتسينيوك غداً «لتعزيز حقيقة إيمان الولايات المتحدة بأن حكومته ملأت بمسؤولية الفراغ» الذي خلّفه الغياب المفاجئ للرئيس السابق يانوكوفيتش، كما صرح الناطق باسم البيت الأبيض جاي كارني. ويتوقع أن يشهد هذا الأسبوع توقيع اتفاق الشراكة التجارية بين أوكرانيا والاتحاد الأوروبي والذي تسبب تجميده في اندلاع حركة الاحتجاجات في كييف نهاية تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي.
وفيما نسبت وكالة «إنترفاكس» للأنباء إلى ضابط أوكراني قوله إن «قوات روسية أطلقت النار من بنادق آلية أمس خلال اقتحامها قاعدة قرب بلدة باختشيساراي الساحلية بالقرم، وسيطرت على مستشفى عسكري في سيفاستوبول»، أعلن وزير الدفاع الأوكراني إيغور تينيوخ، أن الجيش بدأ تدريبات داخلية واسعة، في أول إشارة إلى احتمال رضوخ سلطات كييف لطلب أحزاب زج قوات في القرم لمواجهة «خطط سلخ الإقليم عن أوكرانيا». ترافق ذلك مع تصعيد الجيش الأوكراني لهجته أمس، إذ أفاد في بيان أن «وحدات سلاح البحرية المحاصرة في القرم لن تخضع لإنذارات أو مهل بالانتقال إلى صفوف الانفصاليين».