لقاء مع الطبيب البيطري حسان الصفدي حول العناية بالحيوانات الأليفة

انتشرت في مجتمعنا في السنوات الأخيرة ظاهرة اقتناء الحيوانات الاليفة وتربيتها في المنازل، لكنه لا يزال هناك الكثير من الذين يفعلون ذلك ولا يعرفون أهمية العناية الطبية بها، لكي نحمي هذه الحيوانات من الأمراض من جهة، ولكي نحمي أفراد أسرتنا والمجتمع من الإصابة بعدوى بعض هذه الأمراض التي قد تكون عواقبها وخيمة.
ولشرح هذا الأمر طلبنا من الطبيب البيطري حسان الصفدي إعطاءنا شرحاً مختصراً عن أساسيات العناية الطبية بهذه الحيوانات، والتطعيمات الضرورية لها، وبالتحديد فيما يخص الكلاب والقطط، فقال الطبيب ما يلي:

“نحن نحب اقتناء الحيوانات الأليفة، وبالتحديد الكلاب والقطط.

بالنسبة للكلاب:
ونبدأ من البداية – عندما نفكر باقتناء كلب، وهنا يحب علينا التفكير ملياً بهذه الخطوة، لأن اقتناء كلب يأتي في رزمة تحتوي العديد من الأمور التي يجب الاهتمام بها، فالقضية يجب أن لا تكون مجرد نزوة ورغبة عابرة لأن اقتناء كلب يتطلب جهداً وتكاليف مالية علينا تحملها.
الكلب بحاجة لمساحة، ونحن نعلم أن قرانا أصبحت مكتضة والبيوت قريبة من بعضها البعض، والمساحات ضيقة، والكلب بحاجة لمساحات واسعة، لذا على من يرغب باقتناء كلب أن يعرف أن عليه إخراجه خارج البيت ليمشي مرتين يومياً. فالكلب لديه طاقة يجب أن يخرجها، ولديه احتياجات يجب أن يقضيها، وهو أيضاً كائن حي يحب اللعب والاكتشاف، وهذا موضوع مهم جداً.
المرحلة الأولى هي بالتفكير ملياً أي كلب تريد أن تقتني، فالكلاب مختلفة ولها مواصفات وأحجام مختلفة. بعد اختيار النوع يجب أن يكون الجرو الذي سنقتنية بسن الشهر تقريباً، لأن تطعيم الكلب يبدأ من سن الـ 40 – 45 يوماً، وهو التطعيم الذي نطلق عليه اسم التطعيم السداسي، ويحتوي على مضادات لستة أمراض. هذا التطعيم يجب أن يأخذه الكلب على ثلاث مراحل، بفارق زمني بين 10 أيام حتى أسبوعين، وفي سن 3 أشهر يجب أن يأخذ تطعيم ضد الكلب، وكذلك الشريحة الالكترونية التي توضع تحت الجلد التي يتم من خلالها التعرف على معلومات مهمة عن الكلب، مثل التطعيمات التي حصل عليها ومواعيدها، واسم صاحب الكلب ومعلومات أخرى مهمة.

أطلب من الجميع المواضبة على قضية التطعيم لأنها مهمة. مهمة لنا كمجتمع وكصحة عامة، ومهمة للكلب الذي نحبه ونريد أن نحمية من الأمراض.

بالنسبة للكلاب، فإن المرض الشائع، وخاصة لدى الجراء، هو مرض “البارفو فيروس”، وهو فيروس يصيب الجهاز الهضمي، وهو معدٍ جداً بالنسبة للجراء، ولحسن الحظ فهو لا ينتقل للإنسان، ولكنه قاتل بالنسبة للجراء ويقضي على 30-35% من الجراء التي تصاب به.

المرض الثاني الذي يهمنا أكثر هو مرض الكلب. الجرو بحاجة لأربع تطعيمات، ثلاث مرات التطعيم السداسي ومرة التطعيم ضد الكلب، هذا في السنة الأولى، وفي السنوات القادمة يكفي تطعيمه مرة واحدة في السنة ضد الكلب والسداسية. لكن في المقابل يجب أن يعطى الكلب “شربة” ضد الديدان المعوية مرتين في العام، وهذا مهم جداً، وقد تم في منطقتنا تشخيص حالات من المرض العروف با “إيخينو كوكوس”، أو ما يعرف باسم أكياس المياه التي تضرب الرئتين والكبد.

هذه الأشياء الأساسية التي يجب الاهتمام بحصول الكلب عليها. أنا لددي كلب كبير بالسن عمره 12 عاماً، واهتم كل عام أن أعطيه بشكل دوري تطعيمين وشربيتين للدود سنوياً. هذا طبعاً بالاضافة إلى الاهتمام بفروته واعطائه أدوية ضد البراغيث والفاسوق.

الأمر الثاني هو الاعتناء بالقطط

العمر المفضل لاقتناء قط أن يكون بعمر شهر أو شهر ونصف، لأنه من المفروض أن يحصل القط على التطعيم الأول في سن شهر و20 يوماً، وهو التطعيم المربع الذي يحوي مضادات لأربعة أمراض، باللإضافة إلى التطعيم ضد الكلب. القط يحتاج إلى الحصول مرتين على التطعيم الرباعي ومرة واحدة ضد الكلب، بالإضافة إلى مرتين في العام “شربة” ضد الديدان.

بالنسبة للقطط أريد أن أنوه إلى مرض أصاب القطط مرتين في منطقتنا مؤخراً، وهو “الرينغ وورمز”، وهو مرض جلدي يظهر على شكل فوهة بركانية دائرية على جلد القط خالية من الشعر، وهو معدي جداً للأطفال والأشخاص الذين يكونون باحتكاك مع القط المصاب، لذا من المهم الانتباه، وفي حال حصولها التوجه للطبيب البيطري للحصول على دواء لمعالجتها.

في الختام، أقول أن الالتزام بالنصائح التي ذكرتها يجنب الانسان الإصابة بالأمراض، وكذلك يجنب الحيوان الذي يحبه الإصابة بالأمراض والمعاناة، وبنفس الوقت نحافظ على الصحة العامة وصحة المحتمع.

لدينا في قرانا الخمس أربعة أطباء بيطريين عاملين، وأعتقد أن معظم الناس يعرفونهم، وهم: الأخ سلطان ابراهيم – الطبيب البيطري لدى المجلس المحلي، الزميل غسان الشاعر، والزميل فارس حمد من مسعدة الذي يعمل في وزارة الزراعة.
جميعنا موجودون لخدمة المجتمع وأتمنى من الجميع أن يستمعوا لنصائحنا والتعليمات التي نصدرها”.