لماذا يُعدّ فحص الضياق لحديثي الولادة خطوة ضرورية رغم أنه غير إلزامي؟

يُعدّ فحص الضياق، أو اضطراب تطوّر مفصل الفخذ (Developmental Dysplasia of the Hip – DDH)، واحدًا من أهم الفحوصات الوقائية التي يمكن أن تُجريها العائلة لمولودها الجديد. ورغم أنّه يُصنَّف في قوانين وزارة الصحة كفحص مُوصى به وليس إلزاميًا، إلا أنّ أهميته الطبية والوقائية تجعل منه خطوة ضرورية لا ينبغي تجاهلها، باستثناء بعض الحالات التي يصبح فيها إلزاميًا بحسب عوامل الخطورة.

وعلى المستوى العالمي، تلزم سبع دول فقط بإجراء هذا الفحص لكل مولود عبر خطوتين متكاملتين:

1. فحص سريري لدى طبيب الأطفال أو اختصاصي جراحة العظام للأطفال.
2. فحص بالألتراساوند لتقييم مفصل الفخذ بدقة.

سوء فهم شائع بين الأهالي

هناك التباس واسع بين الأهالي حول مفهوم “الضياق”. إذ يعتقد البعض أن المشكلة ناتجة عن “ضيّق في حلقة الحوض”، بينما الحقيقة أن الخلل غالبًا يكون في نضوج مفصل الفخذ نفسه. فقد لا يكتمل نمو المفصل بشكل طبيعي خلال الحمل، مما يؤدي لاحقًا إلى مشكلات في المشي أو الحركة إذا لم يُكتشف مبكرًا.

أهمية التوعية: حماية مستقبل جيل كامل

لا يقتصر هدف التوعية على الآباء الجدد فقط، بل يسعى إلى تغيير الثقافة المجتمعية خلال السنوات العشر أو العشرين القادمة، ليصبح فحص الضياق جزءًا أساسيًا من متابعة صحة كل مولود.

ويشكّل التقليل من أهمية هذا الفحص – اعتمادًا على تجارب شخصية أو آراء غير طبية – خطرًا حقيقيًا؛ إذ قد يؤخر اكتشاف الحالات المصابة، مما يؤدي في النهاية إلى الحاجة لتدخلات جراحية وتسبّب إعاقات مستقبلية كان من الممكن تجنبها بسهولة تامة.

ما هو الضّياق طبيًا؟

الضياق هو صعوبة تباعد الفخذين عند الرضيع، وله درجات تبدأ من:

• عدم النضوج البسيط للمفصل
  وصولًا إلى:
• الخلع الكامل للمفصل

ورغم أن الطفل لا يُظهر ألمًا أو أعراضًا واضحة، إلا أنّ هناك علامات قد تستدعي الفحص الفوري، مثل:

• تجعّدات جلدية غير متناظرة
• تاريخ عائلي لحالات مماثلة
• أو وجود عوامل خطورة مثل الولادة المقعدية.

كيف يتم التشخيص؟

يتم تشخيص DDH عبر مرحلتين أساسيتين:

1. فحص سريري لدى اختصاصي عظام الأطفال أو طبيب الأطفال.
2. فحص بالألتراساوند لتحديد درجة نضوج المفصل بدقة عالية.

العلاج: بسيط جدًا إذا اكتُشف مبكرًا

قبل عمر ستة أشهر يكون العلاج:

• بسيطًا
• آمنًا
• دون أي تدخل جراحي

ويعتمد على أحزمة خاصة (Pavlik Harness) تعيد المفصل إلى وضعه الطبيعي بنجاح كبير.

بعد عمر ستة أشهر تزداد الحاجة إلى التدخل الجراحي، وتليها عادة فترة تثبيت بالجبصين لمدة ثلاثة أشهر.

أما بعد عمر سنة ونصف، فقد يتطلب العلاج عمليات أكثر تعقيدًا تشمل:

• فتح المفصل
• وقص العظام
  لإعادته إلى الوضع الطبيعي.

ختامًا

إن الالتزام بفحص الضياق ليس مجرد إجراء روتيني، بل استثمار صحي مهم يحمي الطفل من مشكلات مستقبلية يمكن تجنبها بسهولة بفضل التشخيص المبكر. ومن الضروري تعزيز الوعي بين الأهالي والكوادر الطبية لضمان كشف هذه الحالات قبل فوات الأوان.

د. رضا رضا
أخصائي جراحة العظام عند الأطفال

بروفيسور رينارد غراف مكتشف منهجية الفحص المبكر لخلل تطوّر مفصل الفخذ (DDH) باستخدام التصوير بالألتراساوند. وتعدّ طريقته في الفحص المنهج الأكثر انتشارًا واستخدامًا عالميًا في الكشف المبكر عن DDH، كما يتم تدريسها واعتمادها في معظم المراكز الطبية والجامعات حول العالم.

يقع المركز التدريبي الرسمي لطريقة غراف في مستشفى ستولزالبا في النمسا، حيث تُقدَّم الدورات المتخصصة للأطباء للتعمق في تقنية الفحص ومعايير التقييم. كما يعتمد تشخيص درجة عدم التطوّر على تصنيف غراف (Graf Classification)، الذي يُعتبر المعيار الذهبي في تقييم شكل واستقرار مفصل الفخذ عند حديثي الولادة والرضّع.