ليبرمان “مستعد” لمناقشة مبادرة السلام العربية

عقب المصادقة على تعيينه، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي الجديد إفيغدور ليبرمان تأييده قيام دولة فلسطينية وترحيبه بـ”بعض العناصر الايجابية جدا” في مبادرة السلام العربية، وذلك عقب تبنيه لسنوات طويلة خطابا معاديا للفلسطينيين.

أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي الجديد القومي المتطرف إفيغدور ليبرمان مساء الاثنين (30 مايو/ أيار 2016)، إثر مصادقة الكنيست على تعيينه في هذا المنصب، تأييده قيام دولة فلسطينية وترحيبه بـ”بعض العناصر الايجابية جدا” في مبادرة السلام العربية، وذلك عقب تبنيه لسنوات طويلة خطابا معاديا للفلسطينيين.

وصادق النواب على تعيين زعيم حزب “إسرائيل بيتنا” وزيرا للدفاع، والقيادية في حزبه صوفا لاندفير وزيرة للاستيعاب، بأكثرية بسيطة من 55 صوتا (من أصل 120) مقابل 43 صوتا معارضا وامتناع نائب واحد عن التصويت، بينما غاب بقية النواب عن الجلسة.

وبعيد نيله ثقة الكنيست سعى وزير الدفاع الجديد إلى طمأنة المتخوفين من نهجه المعادي للفلسطينيين، مؤكدا في خطاب مقتضب تأييده حل النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني على أساس مبدأ “دولتين لشعبين”.

من جهته أشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي كان واقفا إلى جانب ليبرمان، إلى إمكانية إحياء مبادرة السلام العربية التي طرحت في عام 2002 وتعرض على إسرائيل اعتراف الدول العربية بها دبلوماسيا مقابل اتفاق على إقامة دولة مع الفلسطينيين. كما عمد نتنياهو للرد رسميا على كلمة ألقاها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الأسبوع الماضي ووعد فيها بتحسين العلاقات مع إسرائيل إذا قبلت الجهود الرامية لاستئناف محادثات السلام.

وقال نتنياهو “مبادرة السلام العربية تشمل عناصر إيجابية يمكن أن تساعد على إحياء المفاوضات البناءة مع الفلسطينيين” مكررا تصريحات أدلى بها قبل نحو عام لصحفيين إسرائيليين.

وأضاف “نحن مستعدون للتفاوض مع الدول العربية على تعديلات لتلك المبادرة حتى تعكس التغيرات الكبيرة التي شهدتها المنطقة منذ 2002 مع الاحتفاظ بالهدف المتفق عليه بإقامة دولتين لشعبين”.

وأدلى نتنياهو بهذه التعليقات باللغة الإنجليزية أيضا خلال كلمة كان معظمها بالعبرية وهي طريقة يلجأ لها عادة حين يريد توجيه رسالة للمجتمع الدولي.

وأيد ليبرمان ما قاله نتنياهو بينما كان رئيس الوزراء الإسرائيلي يسعى على ما يبدو للإشارة إلى أن ضم وزير الدفاع الجديد المنتمي لأقصى اليمين إلى الحكومة لن يؤذن بنهاية جهود السلام مع الفلسطينيين.

وتحدث نتنياهو بعد دقائق من أداء السياسي القومي المتشدد أفيغدور ليبرمان اليمين وزيرا للدفاع واكتساب الائتلاف الحكومي اليميني الهش دعم البرلمان.

وفي الوقت الذي أشاد فيه نتانياهو وليبرمان معا بمبادرة السلام العربية، لم يتطرق أحد منهما إلى المبادرة الفرنسية الراهنة التي تحاول إحياء العملية السلمية والتي ترفضها الحكومة الإسرائيلية.

الحكومة الأكثر ميلا إلى اليمين

وكان تعيين ليبرمان المعروف بخطابه المعادي للعرب ونزعته الشعبوية العدوانية قد أثار العديد من التساؤلات لدى الأسرة الدولية بشأن تشديد تل أبيب سياستها تجاه الفلسطينيين، في ظل أوضاع متوترة أساسا. وتساءلت الولايات المتحدة، اقرب حلفاء إسرائيل، صراحة حول “الوجهة التي قد تتخذها” الحكومة الإسرائيلية.

أما القيادة الفلسطينية، فرأت أن انضمام ليبرمان إلى الحكومة “ينذر بتهديدات حقيقية بعدم الاستقرار والتطرف في المنطقة”. وبعد أسبوعين من المفاوضات والمساومات تمكن نتانياهو من إدخال حزب “إسرائيل بيتنا” في الائتلاف الحكومي ليرفع عدد الأكثرية التي يملكها داخل البرلمان من 61 إلى 66 نائبا من أصل 120.

ويتسلم ليبرمان وزارة الدفاع مكان موشي يعالون الذي بات يعتبر في إسرائيل من الداعين إلى ضبط النفس في ردود الفعل على هجمات الفلسطينيين.

وبانضمام ليبرمان، أصبحت هذه الحكومة بنظر المعلقين الأكثر ميلا إلى اليمين في تاريخ إسرائيل.

وواجهت مساعي نتانياهو في الأيام الأخيرة معارضة احد مكونات ائتلافه، حزب البيت اليهودي القومي الديني بزعامة وزير التعليم نفتالي بينيت.

+ -
.