لأن الرحمة والرأفة ليس لهما مكان في قواميس كرة القدم، ولم يكن لهما ذكرٌ في قوانين «فيفا»، فمن غير المنتظر أن يستوعب الألمان يوماً سقوط خصمهم وانهياره، مهما بلغت مكانته الرياضية، كان ذلك جلياً في أمسية الثلثاء، التي أذل بها بايرن ميونيخ الألماني، فريق العاصمة الإيطالية روما بسبعة أهداف في مقابل هدف، في يوم كروي دامٍ شهد 40 هدفاً في البطولة ذاتها.
ومثلما ذاق البرازيليون «كأس المهانة» بأقدام لاعبي «الماكينات» في كأس العالم الأخيرة، عاد بايرن هذه المرة ونثر الحزن في ضواحي العاصمة العريقة، التي شيدت عام 753 قبل الميلاد، وأذاق فريق روما من الكأس ذاتها التي شربها راقصو السيلساو، في سيناريو مشابه، بعد أن أنهى بايرن نصف الساعة الأول من المباراة متقدماً بخماسية نظيفة، قبل أن يضيف اثنين في الشوط الثاني، تاركاً لأصحاب الأرض هدف شرف المشاركة.
ولم تكن ليلة الثلثاء مسجلة باسم بايرن وحده، ففريق شختار الأوكراني أمطر هو الآخر شباك مضيفه باتي بوريسوف البيلاروسي بسبعة أهداف من دون رد، كما دكّ تشلسي الإنكليزي شباك ضيفه ماريبور السوليفيني بسداسية نظيفة، لتصل مجموع أهداف المباريات الثمانية التي لُعبت تلك الليلة، إلى رقم قياسي بلغ 40 هدفاً.
وهي الخسارة الأولى لروما أمام فريق ألماني في روما، كما أنها الخسارة الأكبر في تاريخ الأندية الإيطالية على أرضها، كما أن فريق شختار هو أول فريق في بطولة دوري أبطال أوروبا يتمكن من تسجيل ستة أهداف في الشوط الأول.
ومن المصادفات العجيبة في قمة روما، أن مايكون كان شاهداً ومشاركاً في خسارة منتخبه البرازيل وفريقه روما بالسباعية، وعلى النقيض، كان خمسة من لاعبي «البافري» مشاركين في الفتك بأصحاب الدار مع فريقهم ومع «الماكينات» (نوير، ولام، وغوتزه، وبواتينغ، ومولر).
وفي المباريات الأخرى، والـ20 هدفاً المتبقية، كان لمواجهة شالكه الألماني وسبورتينغ لشبونة البرتغالي نصيب وافر منها، إذ حظيت بسبعة أهداف بعد أن انتهت لمصلحة الأول بنتيجة أربعة في مقابل ثلاثة، كما تغلب برشلونة الإسباني على ضيفه أياكس أمستردام الهولندي بثلاثة أهداف في مقابل هدف، وانتهت مواجهة مانشستر سيتي الإنكليزي ومضيفه سيسكا موسكو الروسي بهدفين لمثلهما، بينما آلت نتيجة بورتو البرتغالي وأتليتك بلباو الإسباني بفوز الأول بهدفين من دون رد، وفي مباراة لا تشبه سابقاتها، اكتفى باريس سان جيرمان الفرنسي بهدف وحيد في شباك مضيفه أبويل نيقوسيا القبرصي.