ما لم تحققه إسرائيل في ستة عقود حققته حكومة الشرع في ستة أيام

نبيه عويدات

إعلان

إعلان

إعلان

إعلان

إعلان

إعلان

إعلان

إعلان

إعلان

إعلان

منذ عام 1967 يعيش الجولان تحت الاحتلال الإسرائيلي. وعلى مدى ستة عقود، بذلت إسرائيل جهوداً كبيرة لفرض جنسيتها على أبنائه الدروز، لكنها فشلت. فقد تمسّكوا بانتمائهم السوري ورفضوا الانخراط في مؤسسات الاحتلال. ولم تتمكن إسرائيل طوال ستين عاماً من تجنيد ولو جندي أو حتى شرطي واحد منهم في صفوفها.

على مدى ستة عقود لم تقدّم الحكومة السورية أي دعم يُذكر للجولان. لم تُبن مدرسة أو مستشفىً أو طريقاً. باستثناء فتح أبواب جامعة دمشق أمام بضع مئات من الطلاب، وتسويق محصول التفاح في بعض السنوات، ظل الجولان مهملاً تماماً من قبل الحكومة السورية. ومع ذلك، بقي السكان يرفضون الجنسية الإسرائيلية، متمسكين بانتمائهم، فالوطن هو الوطن حتى ولو جار.

المفارقة أنه في الوقت الذي كان الاحتلال يستميت لمنح جنسيته لأهالي الجولان، كانت الحكومة السورية نفسها ترفض منحهم الجنسية السورية. وفي الخارج، لم تعاملهم السفارات السورية كمواطنين سوريين، بل رفضت حتى استقبالهم. هكذا عاشوا في فراغ قرابة ستين عاماً: هم رفضوا الجنسية الإسرائيلية والحكومة السورية رفضت منحهم الجنسية السورية.. فبقوا كما كتب في خانة الجنسية في وثقية العبور التي منحت لهم: “الجنسية غير معرفة”.

الهجوم الذي استهدف محافظة السويداء شكّل لحظة فاصلة. لم تتوقف الصدمة على عمليات الإبادة التي تعرض لها أهالي السويداء كونهم دروزاً، بل في ما تلاها من صمت و شماتة داخل المجتمع السوري الأوسع، ونكران حدوث هذه المجازر. بالنسبة لأهالي الجولان، الذين دافعوا ستة عقود عن انتمائهم لسوريا رغم التهميش، كانت هذه المواقف صادمة. ثم جاء تخوين المكون الدرزي عامة ليضع نقطة على آخر السطر.

لقد انهار الحاجز الذي صمد ستة عقود، لا بفعل سياسات الاحتلال، بل بسبب غباء حكومة دمشق.. أو ربما دوافعها الخفية. فتحقق ما عجزت إسرائيل عنه بالترغيب والترهيب كل هذه السنين.

حين يُقابل الوفاء وصدق الانتماء بهذا العداء، ينهار هذا الانتماء بسرعة تاركاً الباب مفتوحاً أمام خيارات لم تكن مطروحة من قبل. فما لم تستطع إسرائيل فرضه بالقوة تارة وبالسياسة والحيلة تارة أخرى خلال ستة عقود، تحقق خلال ستة أيام فقط، بفضل سلوك حكومة دمشق وقطعان السلفيين والأمويين وعشائر الهمج.. وبتواطئ جزء كبير من المجتمع السوري من خلال صمته القاتل.

اليوم يقف المئات من أبناء الجولان على أبواب مكاتب الاحتلال طلباً للجنسية الإسرائيلية، بعدما كانوا يحرقونها في الساحات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

+ -
.