هي عملة إلكترونية (عُملة تشفيرية) يمكن مقارنتها بالعملات الأخرى مثل الدولار أو اليورو، لكن مع عدة فوارق أساسية، من أبرزها أن هذه العملة هي عملة إلكترونية بشكل كامل تتداول عبر الإنترنت فقط من دون وجود فيزيائي لها. كما أنها تختلف عن العملات التقليدية بعدم وجود هيئة تنظيمية مركزية تقف خلفها، لكن يمكن استخدامها كأي عملة أخرى للشراء عبر الإنترنت أو حتى تحويلها إلى العملات التقليدية.
https://www.youtube.com/watch?v=Ej2ggi4ORKk
طرحت فكرة عملة البيتكوين للمرة الأولى من قبل شخص أطلق على نفسه الاسم الرمزي ساتوشي ناكاموتو في عام 2008، ووصفها بأنها نظام نقدي إلكتروني يعتمد في التعاملات المالية على مبدأ الند للند (بالإنجليزية: Peer-to-Peer) ، وهو مصطلح تقني يعني التعامل المباشر بين مستخدم وآخر دون وجود وسيط. يقول القائمون على بيتكوين إن الهدف من هذه العملة التي طرحت للتداول للمرة الأولى سنة 2009 هو تغيير الاقتصاد العالمي بنفس الطريقة التي غيرت بها الويب أساليب النشر.
سلسلة الكُتل
ضمان السير الحسن لعمليات التحويل، يقوم بيتكوين بالاحتفاظ بسجل حسابات تُسجل فيه جميع الإجراءات التي تتم على الشبكة يُطلق عليه اسم سلسلة الكُتل (بالإنجليزية: block chain). تتشارك جميع العُقد المتواجدة على شبكة بيتكوين هذا السجل عبر نظام يعتمد على بروتوكول بيتكوين. تحتوي سلسلة الكُتل على جميع الإجراءات التي تمت باستخدام بيتكوين، وهو ما يُمكن من معرفة الرصيد الذي يملكه كل عنوان على هذه الشبكة. يُطلق على هذا المفهوم وصف السلسلة للترابط المتواجد ما بين الكُتل، حيث تحتوي كل كُتلة على هاش الكُتلة التي تسبقها ويتواصل الأمر إلى غاية الوصول إلى الكُتلة الأولى التي يُطلق عليها اسم “كتلة التكوين” (بالإنجليزية: genesis block) . تكوين السلسلة بهذه الطريقة يجعل من مهمة تغيير أي كُتلة بعد مرور مُدة مُعينة على إنشائها في غاية الصعوبة، حيث أن تغيير أي كُتلة يتطلب تغيير كل الكُتل التي تليها بسبب الحاجة إلى إعادة حساب هاش كل كُتلة لتحديث قيمة هاش الكُتلة السابقة فيها. هذه الخاصية هي ما يجعل من مُشكل الإنفاق المُتكرر لنفس العُملات في غاية الصعوبة على بيتكوين، بل ويُمكن اعتبار سلسلة الكُتل العمود الفقري الذي لا يُمكن لعُملة بيتكوين الوقوف من دونه.
عملة لا مركزية
وصف بيتكوين بأنها عملة رقمية ذات مجهولية، بمعنى أنها لا تمتلك رقما متسلسلا ولا أي وسيلة أخرى كانت من أي نوع تتيح تتبع ما أنفق للوصول إلى البائع أو المشتري، مما يجعل منها فكرة رائجة لدى كل من المدافعين عن الخصوصية، أو بائعي البضاعة غير المشروعة (مثل المخدرات) عبر الإنترنت على حد سواء.
تقوم بيتكوين على التعاملات المالية وتستخدم شبكة الند للند (بالإنجليزية: Peer-to-Peer) والتوقيع الإلكتروني والتشفير بين شخصين مباشرة دون وجود هيئة وسيطة تنظم هذه التعاملات، حيث تذهب النقود من حساب مستخدم إلى آخر بشكل فوري ودون وجود أي رسوم تحويل ودون المرور عبر أي مصارف أو أي جهات وسيطة من أي نوع كان. أيضا هذه الخدمة متوفرة على مستوى العالم ولا تحتاج لمتطلبات او اشياء معقدة لاستخدامها. عند الحصول على العملات يتم تخزينها في محفظة الكترونية. ومن الممكن استخدام هذه العملات في اشياء كثيرة منها شراء الكتب و الهدايا او الأشياء المتاح شرائها عن طريق الانترنت وتحويلها لعملات اخرى مثل الدولار او اليورو.
إنفاق بيتكوين
رغم وجود مجموعة محدودة نسبيا من المواقع التي تقبل دفعات بيتكوين لقاء منتجاتها، مقارنةً بالمواقع التي تتعامل بالعملات التقليدية، فإن بيتكوين مدعومة من مجموعة متزايدة من المواقع، من بينها شركات ومواقع كبيرة ومتنوعة، مثل مواقع بيع خدمات الاستضافة وحجز أسماء النطاق والشبكات الاجتماعية ومواقع الفيديو والموسيقى والمواقع المتنوعة التي تبيع مختلف أنواع المنتجات.
بالإضافة إلى شراء المنتجات، يستطيع المستخدم تبديل قطع بيتكوين النقدية الموجودة لديه بعملات أخرى حقيقية. عملية التبديل هذه تتم بين المستخدمين أنفسهم الراغبين ببيع مبالغ بيتكوين وشراء عملات حقيقية مقابلها أو العكس. ونتيجةً لذلك تمتلك بيتكوين سعر صرف خاصا بها، ويتجه هذا السعر إلى تصاعد، إذ يصل اليوم إلى 400 دولارا بعد أن كانت تعادل بضعة دولارات فقط قبل عامين.
تطبيقات بيتكوين
تسمح تطبيقات بيتكوين والتي يُطلق عليها أحيانا اسم عميل بيتكوين للمُستخدمين بالتعامل مع شبكة بيتكوين. في شكله القاعدي يسمح التطبيق بتوليد وحفظ مفاتيح خاصة بالمُستخدم والاتصال بشبكة الند للند الخاص بالعُملة. تم إطلاق أول تطبيق بيتكوين سنة 2009 من طرف ساتوشي ناكاموتو مُؤسس عُملة بيتكوين كتطبيق مجاني ومفتوح المصدر. يُستخدم هذا التطبيق -والذي يُطلق عليه عادة اسم تطبيق ساتوشي- كمحفظة على الحواسيب الشخصية للقيام بعمليات دفع إلكترونية أو كخادوم لاستقبال تلك المدفوعات ولخدمات أخرى مُتعلقة بالدفع. أما تطبيق Bitcoin-Qt فيتم اعتباره كتطبيق مرجعي بحكم أنه يُمثل الآلية التي يعمل من خلالها بروتوكول بيتكوين ويُعتبر مثالا يُحتذى به لغيره من التطبيقات. لدى القيام بعمليات شراء باستخدام الهواتف الذكية فإنه عادة ما يتم استخدام تطبيقات بيتكوين تقوم بتوليد و/أو قراءة QR codes لتسهيل مهمة التحويل والدفع. كما تتوفر حاليا عدة تطبيقات تعمل كخواديم تقوم بتأكيد الإجراءات التي تتم على الشبكة وتقوم بإضافتها كتلة تحويلات.
الاعتراف الدولي
تعد ألمانيا الدولة الوحيدة التي اعترفت رسميا بعملة بيتكوين بأنها نوع من النقود الإلكترونية، وبهذا اعتبرت الحكومة الألمانية أنها تستطيع فرض الضريبة على الأرباح التي تحققها الشركات التي تتعامل بـ”بيتكوين”، في حين تبقى المعاملات المالية الفردية معفية من الضرائب.
وكان قاضٍ فدرالي في الولايات المتحدة قد حكم مؤخرا بأن بيتكوين هي عملة ونوع من أنواع النقد، ويمكن أن تخضع للتنظيم الحكومي، لكن الولايات المتحدة لم تعترف بالعملة رسميا بعد.
ويرى البعض أن الاعتراف الرسمي يحمل جانبا إيجابيا، وهو إعطاء العملة المزيد من الشرعية، في حين يرى آخرون أن هذا قد يفتح الباب إلى مزيد من تنظيم العملة وربطها بالحكومات، وهذا يتعارض مع إحدى ميزات بيتكوين كعملة غير خاضعة لأي جهة.
أول صراف آلي
احتضن مقهى إسبريسو في مدينة فانكوفر بإقليم “بريتيش كولومبيا” الكندي أول جهاز صراف آلي (ATM) في العالم لعملة بِتْكُويْن الرقمية الافتراضية في 30/10/2013.