
في خطوة علمية رائدة، تحتضن مجدل شمس منذ العام 2023 مركزًا بحثيًا فريدًا من نوعه، إنه “مركز حرمون للتكنولوجيا والابتكار”، الذي يُعد اليوم نموذجًا محليًا واعداً سيساهم في تطوير التعليم والبحث العلمي في قرى الجولان.
عن المركز يقول مدير المركز، الدكتور تيسير مرعي، أن المشروع، الذي انطلق بمبادرة من المجلس المحلي في مجدل شمس وبشراكة مع معهد شمير للأبحاث، نجح في تحويل مبنى المختبرات في مجمع التربية والتعليم إلى منصة علمية تنبض بالحياة، وتطمح إلى وضع أدوات المعرفة في أيدي الجيل الصاعد، دون الحاجة لمغادرة الجولان، فهو لا يقتصر على التعليم، بل يُنتج المعرفة عبر مشاريع بحثية حقيقية، منها:
- دراسة تأثير التغير المناخي على نمو الأشجار.
- أبحاث حول الفيروسات التي تهدد بانقراض النحل.
- مسح شامل للنباتات والحيوانات على سفوح جبل الشيخ.

ويضيف الدكتور تيسير، أن طلاب ماجستير ودكتوراة من الجولان، بالتعاون مع جامعات مثل تل حاي وحيفا، يُشاركون في هذه الأبحاث، إضافة إلى إشراك طلاب المدارس في الأبحاث العلمية ضمن مشاريع بجروت متقدمة.
ويقول أيضاً، أنه في إطار رؤية المركز التشاركية، يتم تطوير شبكة مراكز متخصصة في القرى:
في بقعاثا: مركز للزراعة الذكية والمستدامة.
في مسعدة: مركز متقدم في الروبوتيكا.
في عين قنية: مركز لتعليم علوم الفضاء.
حيث تسعى هذه المراكز لتوفير فرص متكافئة لجميع أبناء القرى، وجعل في كل قرية مركزًا علميًا متخصصًا. ففي عصر الذكاء الاصطناعي، لم تعد المسافات عائقًا. فيجسد المركز هذه الفكرة عبر ربط المجتمع المحلي بالمؤسسات الأكاديمية، وتنظيم لقاءات علمية، معارض، وورش تفاعلية. إنه ليس فقط مركزًا بحثيًا، بل مساحة حوار وتفاعل ثقافي وعلمي.
ووجه الدكتور تيسير الدعوة لكل معلم، مزارع، طالب، وخريج، أن يكون جزءًا من هذا المشروع الطموح. فهو ليس حكرًا على النخبة، بل مبادرة جماعية، تُبنى بالأفكار، والدعم، والانتماء. معًا، نثبت أن قرانا ومجتمعنا يمكن أن يكون مركزًا للمعرفة، وأن الجبل قادر على أن يُصدر علمًا يحمل في طيّاته الأمل والتغيير.