يستعد معارضون سوريون لإخلاء آخر منطقة كانوا يسيطرون عليها في مدينة حمص، تطبيقا لاتفاق بوقف إطلاق النار توصلوا إليه مع الحكومة، بحسب ما ذكره المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ويعني الاتفاق أن المدينة برمتها أصبحت الآن تحت سيطرة الحكومة.
وتنقل الحافلات 300 مسلح يرافقهم 400 من أفراد اسرهم بواسطة، حسب عساف عبود، مراسل بي بي سي في دمشق.
ومن المقرر أن يتوجه المسلحون إلى ريف حماه الشمالي وريف إدلب، وهما تحت سيطرة المعارضة، عبر طريق مدينة مصياف.
وكانت حمص، الواقعة في وسط سوريا، توصف بأنها “عاصمة الثورة”، وقد شهدت أول احتجاجات على الرئيس السوري بشار الأسد في عام 2011.
وغادرت أول حافلة حي الوعر في حمص، بحسب ما ذكره المرصد.
ومن المقرر أن يغادر نحو 800 شخص، من بينهم مقاتلون ومدنيون، كما يقول المرصد، خلال الأربعاء.
ووصلت مساعدات غذائية – تطبيقا للهدنة التي تدعمها الأمم المتحدة – إلى المناطق المجاورة لأول مرة خلال ما يقرب من عام.
وكانت الاحتجاجات المناهضة للحكومة قد بدأت في حمص، ثالث أكبر مدينة سورية، في عام 2011.
وشارك آلاف من سكان المدينة في الاحتجاجات على الرغم من الملاحقة الوحشية من قبل قوات الأمن، والمليشيات الموالية للحكومة، مما أدى إلى مقتل العشرات.
لكن الجيش السوري بدأ في عام 2012 عملية عسكرية كبيرة لاستعادة السيطرة على المدينةـ بقصف المناطق التي تقع في أيدي مسلحي المعارضة.
وقد توصل الجانبان إلى اتفاق الهدنة الحالي المهم بعد أكثر من عامين من المفاوضات المتقطعة.
وتطبيقا للمرحلة الأولى من الاتفاق، سيخلي مئات المقاتلين، ومن بينهم أفراد مرتبطون بتنظيم القاعدة، المناطق المحاصرة.
أما الجماعات المعتدلة التي وافقت على وقف إطلاق النار، فستبقى في حي الوعر في الوقت الحالي.
وينتقد نشطاء سوريون مثل هذه الاتفاقات باعتبارها استسلاما يجبرهم عليه الحصار.
لكن الحكومة السورية، التي توصلت إلى اتفاقات مماثلة في مناطق أخرى، ترى أن هذا هو أفضل السبل لإنهاء القتال بناء على شروطها هي.
وسمحت الحكومة في بعض المناطق لبعض الجماعات بالاحتفاظ بأسلحتها وببعض السيطرة على جماعاتهم.