مسلحون يخطفون 27 صيادا قطريا في صحراء العراق

اختطف مسلحون 27 صيادا قطريا – من بينهم أعضاء في الأسرة الحاكمة – في منطقة صحراوية عراقية بالقرب من الحدود مع السعودية، بحسب ما ذكرته الشرطة ومسؤولون محليون.

وكان المهاجمون في قافلة تتكون من حوالي “50 مركبة” رباعية الدفع حين صادفوا مخيم الصيادين عند الساعات الأولى لفجر الأربعاء، بحسب ما أكده مصدر في محافظة المثنى العراقية لبي بي سي عربي.

وقد وقع الحادث في منطقة ليّة، التي تبعد 190 كيلومترا من مدينة السماوة عاصمة المحافظة.

وأضاف المصدر أن المهاجمين دخلوا المنطقة عبر محافظة ذي قار.

وقالت الشرطة العراقية إنه يجري البحث على نطاق واسع عن المهاجين.

وأصدرت وزارة الخارجية القطرية بيانا قالت فيه – بحسب وكالة رويترز للأنباء – إنها تعمل مع الحكومة العراقية من أجل إطلاق سراح المخطوفين “في أسرع وقت ممكن”.

وقال البيان إن المخطوفين كانوا يصطادون وقد حصلوا على تصريح رسمي من وزارة الداخلية العراقية.

وتعرف المنطقة النائية التي وقعت فيها الحادثة بطبيعتها القبلية، وبأنها – كما يقول مراسل بي بي سي، جيم ميور – منطقة شيعية.

وتنتقد الأحزاب الشيعية السياسية التي تهيمن على الحكومة العراقية دور قطر في دعم المسلحين السنة في سوريا، وقد تكون الحادثة – كما يقول المراسل – حادثة دبلوماسية خطيرة.

تحليل: فرانك غاردنر مراسل الشؤون الأمنية

العراق أحد البلدان التي يرتادها الصيادون العرب من الخليج بحثا عن فريسة إما لا توجد في بلدانهم، وإما أنها تكاد تنقرض بسبب الصيد.

ومن الفرائس المفضلة لديهم طائر الحبارى الذي يشبه الديك الرومي الصغير، وغالبا ما يتجشم الصيادون الرحلة من الخليج إلى المغرب، والعراق، وباكستان، وأفغانستان، من أجل العثور عليه.

ويصطحبون معهم صقورهم المدربة بطريقة ماهرة على العودة بالطريدة بسرعة كبيرة.

وفي عام 1998 لاحظ فريق قناصين من وكالة الاستخبارات الأمريكية في أفغانستان – بحسب ما يرويه ضابط سابق في الوكالة – وجود أسامة بن لادن وأتباع له من تنظيم القاعدة متجمعين في معسكر قرب قندهار، لكن الفريق أمر بعدم اتخاذ أي إجراء خشية من الإضرار بصيادين إماراتيين كانوا معهم.

وتمتد حملات الصيد التي يخرج فيها الخليجيون إلى جمهورية إفريقيا الوسطى بحثا عن فرائسهم.

وعادة ما يسافر الصيادون الأثرياء الذي يمارسون تلك الرياضة القديمة من دول الخليج إلى تلك المنطقة في هذا الوقت من العام.

وقد صحب الصيادين قوات أمن عراقية، لكنهم قرروا – بحسب ما قاله ضابط شرطة من السماوة لوكالة رويترز للأنباء – ألا يشتبكوا مع عدد كبير من المسلحين.

وقال الضابط “نحن نتحدث هنا عن 100 مسلح على الأقل يحملون أسلحة خفيفة ومتوسطة”.

وقال مصدر عراقي لبي بي سي عربي إن المسلحين وصلوا من محافظة ذي قار.

ولا يزال العراق – بعد مرور أكثر من 12 عاما على الغزو الذي قادته أمريكا، واحتلال البلاد – يعاني من الجرائم العنيفة والهجمات المسلحة.

وفي سبتمبر/أيلول، أطلق سراح 16 عامل بناء تركي بعد اختطافهم لمدة شهر في العاصمة بغداد، على أيدي مسلحين.

+ -
.