أمطر أمس سلاح الجو السوري أحياء في مدينة حلب الشمالية بأكثر من 33 برميلاً متفجراً لليوم الثاني عشر على التوالي، بعد «السبت الدموي» الذي أودى بحياة نحو 85 شخصاً.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن طائرات مروحية عسكرية ألقت أمس «مزيداً من البراميل المتفجرة على مدينة حلب، ما أوصل عدد القتلى إلى 85 في أحدث قصف من هذا النوع الذي يعتبره كثيرون جريمة من جرائم الحرب». وأوضح مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة «فرانس برس» أن هذه الحصيلة «هي من الأكثر دموية في قصف جوي على حلب»، منذ بدء المعارك في هذه المدينة الأكبر في شمال سورية، صيف عام 2012. ومنذ ذلك الحين، سيطرت المعارضة على الأحياء الشرقية، في حين تسيطر القوات النظامية على الأحياء الغربية.
وكان وزير الدفاع فهد جاسم الفريج قام الجمعة بتفقد «عدد من النقاط العسكرية» في حلب، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) أمس، في زيارة تأتي بعد استعادة القوات النظامية مؤخراً المناطق المحيطة بمطار حلب الدولي الذي كان مغلقاً منذ نحو عام بسبب المعارك. وحطت طائرة مدنية في المطار للمرة الأولى في 22 كانون الثاني (يناير) الماضي.
وفي ريف حمص في وسط البلاد، قال «المرصد» إن الطيران الحربي قصف بلدتي الزارة والحص المجاورة لها، تزامناً مع «اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية مدعومة بعناصر من حزب الله اللبناني، ومقاتلي المعارضة». وتقع هذه المناطق في ريف مدينة القصير الاستراتيجية التي استعاد النظام السيطرة عليها في حزيران (يونيو) الماضي، بدعم كبير من «حزب الله».
وفي دمشق، روى فلسطينيون قصصاً مرعبة بعد خروجهم من مخيم اليرموك جنوب العاصمة، الذي تحاصره القوات النظامية منذ حزيران (يونيو) الماضي. وقال الناطق باسم «وكالة تشغيل وإغاثة اللاجئين الفلسطينيين» (أونروا) كريس غونيس إن عمليات إدخال المساعدات تواصلت أمس لليوم الرابع على التوالي، وبلغت منذ 18 كانون الثاني (يناير) الماضي، 3420 حصة غذائية، علماً أن كل حصة تكفي عائلة من ثمانية أشخاص لنحو عشرة أيام.
وفي شمال شرقي البلاد، استولى مقاتلو «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) على حقل كونوكو للغاز من مسلحي «جبهة النصرة» الذين كانوا سيطروا عليه قبل أسابيع، باعتباره واحداً من أكبر حقول الغاز في البلاد.