معركة حلب تستعر والأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر

خاض مقاتلو المعارضة السورية معارك شرسة مع قوات مؤيدة للحكومة تحاول التقدم صوب شرق حلب. فيما أعلنت الأمم المتحدة أن معاناة السكان المحاصرين في حلب تتضاعف في ظل نفاد الغذاء والإمدادات الطبية.
أجبرت كثافة القصف الجوي والمدفعي لقوات الحكومة السورية على شرق حلب الجمعة  السكان المحاصرين على ملازمة منازلهم، وحالت دون وصول سيارات الإسعاف إلى الضحايا بعد ليلة تخللتها اشتباكات عنيفة في جنوب المدينة.

وفي اليوم الرابع لاستئناف قوات الحكومة قصفها على الأحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة، قال مراسل فرانس برس إن عشرات القذائف والصواريخ سقطت منذ صباح الجمعة على الأحياء السكنية التي تعرضت أيضا لغارات جوية مكثفة. وأفاد بأن القصف المدفعي والصواريخ ضربت بشكل غير مسبوق منذ العام 2014 في وقت لزم السكان منازلهم وخلت الشوارع من المارة.

من جهته أوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان أن القصف الجوي والمدفعي استهدف صباحا أحياء عدة بينها مساكن هنانو والفردوس والهلك وبستان الباشا وبستان القصر وطريق الباب والصاخور، ما أدى إلى مقتل أربعة مدنيين على الأقل. ووثق المرصد أيضا مقتل 65 مدنيا على الأقل في أربعة أيام من القصف الجوي والمدفعي على الأحياء الشرقية. وتواجه فرق الإسعاف صعوبة في التوجه إلى أماكن تم استهدافها بسبب شدة القصف بالصواريخ والقذائف والبراميل المتفجرة.

من جانبه قال اتحاد المنظمات الإغاثية الطبية السورية (أوسم) إن مستشفى للأطفال كان من بين ثلاثة مرافق طبية استهدفتها الغارات الجوية في مناطق المعارضة المحاصرة في مدينة حلب السورية. وأفاد ناشطون محليون بأن مستشفى الحكيم للأطفال ، الواقع في منطقة تسيطر عليها قوات المعارضة في شرق حلب، تعرض للقصف للمرة الثانية هذا الأسبوع.
وفي سياق متصل قالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إن الوزير سيرغي لافروف ونظيره الأمريكي جون كيري ناقشا أزمة سوريا عبر الهاتف اليوم الجمعة. وقالت الوزارة إن لافروف وكيري ركزا في المحادثة الهاتفية على الوضع في شرق حلب.

من جهته دق يان إيغلاند، مستشار الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، ناقوس الخطر اليوم الجمعة عندما أعلن أن إمدادات الإغاثة نفدت في الشطر الشرقي المحاصر من مدينة حلب السورية وإن الحكومة السورية وحلفاءها لم يوافقوا على توفير ممر آمن لقافلة إغاثة.

وأبلغ إيغلاند رويترز “على قدر علمي فإن جميع المستودعات تقريبا خاوية الآن وعشرات الآلآف من الأسر نفد ما لديها من الغذاء وجميع الإمدادات الأخرى… لذلك فإن هذه لحظة قاتمة جدا ونحن نتحدث عن تسونامي هنا.. نتحدث عن كارثة من صنع الإنسان من الألف إلى الياء”.

ووافقت الجماعات المسلحة من حيث المبدأ على خطة إغاثة اقترحتها الأمم المتحدة تسمح للعاملين الطبيين والإمدادات الطبية والغذائية بدخول شرقي حلب وتتيح إجلاء المرضى والمصابين لكن لا يزال يتعين الموافقة على التفاصيل التنفيذية.

وكانت الأمم المتحدة تأمل بأن ترسل هذا الشهر قوافل مساعدات إلى مليون سوري في مناطق محاصرة أو يصعب الوصول إليها لكن حتى الآن لم تصل قافلة واحدة إلى المكان المستهدف.

وتعد مدينة حلب الجبهة الأبرز في النزاع السوري والأكثر تضررا منذ العام 2012، تاريخ انقسام المدينة بين أحياء شرقية تسيطر عليها الفصائل المعارضة وأحياء غربية تسيطر عليها قوات النظام.

+ -
.