بقلم: الشيخ فائد زهر الدين
عندما تعود بي الذكريات لسنوات خلت تجول في ناظري صور كثيرة لواقع الحياة ومجرياتها.
آنذاك عندما كان المعلم شخصية ذات مواصفات مميزة، محبوبة أو غير محبوبة ولكنها موجودة. عندما كان المعلم يدخل إلى الصف كانت أنظار التلاميذ ترافق كل حركة من حركاته: كيف سيبدأ الدرس؟ ماذا سيطلب من تلاميذه؟ هل سيفحص الوظائف البيتية عن قرب أم سيكتفي بالسؤال عنها فقط؟ وإذا وجد تلميذاً لم يحضّر واجبه كما يجب، ماهي العقوبة؟ هل هي عقوبة جسدية عن طريق الضرب المبرح وما ينتج عنه من ألم جسدي ومعنوي يترك آثاره السلبية في نفوس التلاميذ ويبقى منخرطاً في ذكرياتهم سنوات طوال، أم هي عقوبة تربوية كلامية توضح للتلميذ أهمية المواظبة والاجتهاد البيتي، الذي يدعم عملية الفهم والتذويت، ويعقبها تفهم واقعي يبدو من خلال ابتسامة بريئة تبدو على محيا التلميذ، وغالباً ما تؤثر فيه وتحول امكانياته إلى الأفضل.
انتهى الدرس مجدياً كان أم مملاً، وذلك يلاحظ من مشهد انتظار التلاميذ لسماع صوت الجرس وخروجهم بشكل عشوائي فوضوي، أم أنهم ينتظرون ويخرجون ولكن بهدوء.
خرج التلاميذ إلى باحة المدرسة يتراكضون ويتدافعون وعندها تكثر الشكاوى، على سبيل المثال: “أستاذ فلان دفشني”. “أستاذ فلان شقعلي”. “أستاذ فلان شلحني العروس”. “أستاذ فلان عبيلعب مع البنات” وبالعكس. أستاذ أستاذ.. وما أكثر الشكوات حتى سماع صوت جرس الدخول إلى الحصة التالية.. وهكذا دواليك…
والآن أيها الأخوات والإخوة، تعالوا بنا نقيم الواقع لهذا الجيل الذي تكلمنا عنه. نراه في أيامنا هذه في قمة الرقي، فمجتمعنا الجولاني عامر بالأطباء وفي جميع الاختصاصات. عامر بالمهندسين وفي كل المجالات. عامر بالممرضين والممرضات والعاملين والعاملات في مجالات الاجتماع والصيدلة بكل الاختصاصات. عامر بالمعلمين والمعلمات وهذا فخر لنا جميعا ومبعث أمل واعتزاز قل نظيره في مجتمعات كثيرة. وبكل أسف ومرارة أقول كمعلم قديم: واحسرتاه على اطفالنا في هذه الأيام العصيبة في ظل الكورونا وتحت رحمة الزوم. ماذا ياترى سيحل بهم إذا استمرت هذه الحالة لوقت طويل؟ وعجلة الزمن تسير بسرعة نحو المجهول. وأنا أتساءل وبرعب هل سيجود الزمان بما أجاد؟ هل سنرى المزيد من الأطباء والمهندسين وغيرهم ممن نعتبرهم فخراً لمجتمعنا بأسره؟
إلهي وخالقي، لطفاً بعبادك ورحمة من لدنك لنا ولفلذات أكبادنا وأنت على كل شيء قدير.
كلام جميل لك كل الاحترام معلمنا الفاضل
نعم ان المعلم جزء لا يتجزء من بناء هذا المجتمع وتربيه اطفالنا