مفاوضات الملف النووي الايراني تدخل «مرحلتها الاخيرة»

دخلت المفاوضات بين ايران والقوى الكبرى في فيينا اليوم الاحد مرحلتها الاخيرة حيث بدت امكانية التوصل الى اتفاق تاريخي يضمن الطبيعة السلمية للبرنامج النووي الايراني «في متناول اليد»، لكن واشنطن حذرت من ان «مسائل اساسية» تبقى عالقة.

إعلان

إعلان

إعلان

وبعد الحركة الدبلوماسية المكثفة قبل انتهاء المهلة المحددة لابرام اتفاق الاثنين، ظهرت اجواء تفاؤل بامكانية تحقيق اختراق في المفاوضات.

واعرب وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس عن اعتقاده ان المفاوضات الدولية حول برنامج ايران النووي دخلت «مرحلتها الاخيرة».

وقال عند عودته الى فيينا «آمل ان نكون دخلنا المرحلة الاخيرة من هذه المفاوضات الماراتونية. اعتقد ذلك».

وهدف المفاوضات الحد من انشطة طهران النووية وضمان انها لا تسعى لامتلاك سلاح ذري وهو ما تنفيه طهران على الدوام، مقابل رفع العقوبات عن الجمهورية الاسلامية.

ورغم اجواء التفاؤل في العاصمة النمساوية بدد مسؤولون اميركيون وايرانيون الامال بان الاتفاق بات وشيكا.

وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الاميركية «لم نصدر ابدا تكهنات حول توقيت اي شيء خلال هذه المفاوضات ولن نقوم بذلك الان بالتاكيد، وخصوصا حين لا تزال هناك مسائل اساسية عالقة».

من جهته كتب الدبلوماسي الايراني علي رضا ميريوسفي الموجود في فيينا على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» ان التوصل الى اتفاق بحلول مساء الاحد «مستحيل لوجستيا» كون مشروع الاتفاق يتألف من نحو مئة صفحة.

وكان وزير الخارجية الاميركية جون كيري قال في وقت سابق «نقترب من قرارات فعلية» وعبر مرتين عن «تفاؤله» برغم «بعض النقاط التي لا تزال عالقة».

من جهتها كتبت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني على حسابها على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» ان المفاوضات وصلت الى «الساعات الحاسمة».

من جهته، اعتبر الدبلوماسي الايراني رضا ميريوسفي موجود في فيينا ان التوصل الى اتفاق حول برنامج طهران النووي بات «في متناول اليد» لكنه لا يزال يتطلب «ارادة سياسية».

 وكتب ميريوسفي علي على حسابه على «تويتر» ان «الاتفاق في متناول اليد. انه يتطلب فقط ارادة سياسية في هذه المرحلة».

ومنذ خمسة عشر يوما تسعى مجموعة 5+1 (الولايات المتحدة، روسيا، فرنسا، الصين، بريطانيا والمانيا) الى وضع اللمسات الاخيرة على اتفاق مع ايران يضمن الطابع السلمي لبرنامجها النووي مقابل رفع العقوبات الدولية المفروضة على طهران.

وكان يفترض ان تنتهي المفاوضات في 30 حزيران (يونيو) لكنها ارجئت عدة مرات وتم تحديد مهلة نهائية تنتهي الاثنين.

ومع اقتراب انتهاء المهلة، تسارعت وتيرة الاجتماعات على المستوى الوزاري حتى منتصف ليل السبت.

وتوجه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاحد الى فيينا للانضمام الى المفاوضات وفق ما اعلنت وزارة الخارجية الروسية الاحد على موقع «تويتر».

لكن وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند غادر فيينا على ان يعود صباح الاثنين.

وعقد اجتماع مساء السبت لمجموعة خمسة زائد واحد ثم لقاء بين ظريف وكيري ووزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فاجتماع اخير لمجموعة 5+1 قبيل منتصف الليل.

والهدف من كل هذه الجهود هو التوصل الى اقفال ملف يسمم العلاقات الدولية منذ اكثر من اثنتي عشرة سنة.

ومنذ 2006، فرضت الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة حزمات عدة من العقوبات على طهران تخنق اقتصاد البلاد التي تعد حوالى 77 مليون نسمة.

وفي العام 2013 بدأ الطرفان مفاوضات جدية للخروج من هذه الازمة.

وتفاهما في نيسان (ابريل) على الخطوط الكبرى لخفض عدد اجهزة الطرد المركزي او مخزون اليورانيوم المخصب لدى طهران.

ومنذ ذلك الحين واصل خبراء من الجانبين محادثات لتحديد الاطر العملية للاتفاق النهائي الذي كان مقررا اصلا التوصل اليه في مهلة اقصاها 30 حزيران (يونيو) لكن المهلة مددت ثلاث مرات.

وتتعثر المفاوضات حتى الان برفع القيود عن الاسلحة كما تطالب طهران بدعم من موسكو. لكن الغربيين يعتبرون ان هذا المطلب حساس بسبب ضلوع ايران في نزاعات عدة خاصة في سورية والعراق واليمن.

وهناك نقطة خلاف اخرى تتعلق بوتيرة رفع العقوبات. ففيما يرغب الايرانيون برفعها على الفور دفعة واحدة يريد الغربيون ان يكون رفعها تدريجيا مع امكانية العودة اليها في حال انتهاك الاتفاق.

وتطالب مجموعة 5+1 ايضا بان يتمكن مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية من دخول مواقع عسكرية «ان اقتضت الضرورة» وهو ما يرفضه بعض المسؤولين العسكريين الايرانيين.

واخيرا يختلف الجانبان على مدة البنود المفروضة على ايران وتصاعدت حدة النبرة يوم الخميس مع اتهام كل جانب للآخر بعدم اتخاذ القرارات اللازمة.

وبدا المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي اكثر تشددا يوم السبت ، اذ دعا في كلمة له امام طلاب في طهران الى الاستمرار في التصدي للولايات المتحدة التي اعتبر انها «افضل مثل على الغطرسة».

ورأى المحلل كيلسي دافنبورت، المتخصص في هذا الملف، ان «الوقت ليس للمزايدة والمواقف المتصلبة. هذه لحظة تاريخية، ويمكن ان تكون هناك عواقب وخيمة اذا فوت المفاوضون الفرصة لابرام اتفاق جيد».

+ -
.