تواصل القوات العراقية هجومها على مدينة الرمادي لتحريرها من مسلحي تنظيم “الدولة الإسلامية”.
وأقر المسؤولون ببطء تقدم القوات بسبب “مفخخات نشرها” مسلحو التنظيم “في كل أنحاء المدينة.”
وتشير تقارير إلى بطء تقدم القوات العراقية بسبب نيران قناصة التنظيم المتشدد الذي زرع عبوات ناسفة في شوارع المدينة.
وبحسب الجيش العراقي، يوجد نحو 300 مسلح من تنظيم الدولة في المدينة.
ويأتي الهجوم في الوقت الذي تتزايد فيه المخاوف بشأن آلاف المدنيين العالقين في المدينة والمحاصرين من قبل مسلحي التنظيم.
ويقول المسؤولون العراقيون إن القوات الأمنية ستستعيد المدينة بنهاية الأسبوع.
وقال المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة العراقية العقيد محمد البيضاني إن “مناطق وسط مدينة الرمادي، منها الضباط الأولى، والمجمع الحكومي ومحيطه لا زالت تشهد قتالا بين قوات الأمن العراقية ومقاتلي عشائر الأنبار وتنظيم ما يعرف بالدولة الاسلامية.”
غير أنه قال الأربعاء، على صفحته الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي (واتسآب) “من غير الممكن تحديد سقف زمني لانتهاء المعارك”.
وأضاف أن “التنظيم لم يترك شيئا في الرمادي إلا وقام بتفخيخه الأمر الذي يبطئ تقدم القوات الأمنية التي لا يهمها اقتحام تلك المناطق بسرعة بقدر اهتمامها بسلامة مقاتليها والعمل وفق خطة عسكرية محكمة”.
واستعادت القوات العراقية ومقاتلي العشائر السيطرة على عدة أحياء ويتقدمون صوب مجمع الحكومة الرئيسي، بحسب مسؤولين عراقيين.
ونقلت وكالة فرانس برس عن مسؤول أمني عراقي الأربعاء قوله إن قوات جهاز مكافحة الإرهاب تستعد لاقتحام منطقة الحوز التي تضم المجمع الحكومي الواقعة وسط مدينة الرمادي بعد فرض سيطرتها على عدد من الأحياء وسط المدينة.
ويأتي هذا التقدم بعد يوم واحد من دخول قوات النخبة إلى مركز المدينة من المحور الجنوبي، وتمكنت من فرض سيطرتها على عدد من الأحياء.
ويتوجب على القوات الحكومية، التي يساندها طيران التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، التحرك بحذر شديد في هذه المدينة التي خلت شوارعها وبدت عليها آثار الدمار.
ويفخخ مسلحو تنظيم “الدولة الإسلامية” قبل الانسحاب من مواقعهم الشوارع والطرق المنازل، ويهربون من خلال أنفاق قد تكون كذلك مفخخة وتحوي على كمية كبيرة من المتفجرات.
وكانت القوات العراقية قد بدأت في التقدم الثلاثاء صوب آخر منطقة خاضعة لسيطرة المتشددين في وسط الرمادي ذات الأغلبية السنية المطلة على نهر الفرات، وتقع على بعد نحو 100 كيلومتر غربي بغداد، والتي سيطروا عليها في مايو/أيار.
لكن تقدمها كان بطيئا لأن الحكومة تريد الاعتماد بالكامل على قواتها وألا تستعين بفصائل الحشد الشعبي المسلحة لتجنب انتهاكات حقوق الإنسان التي وقعت بعد استعادة مدينة تكريت من قبضة المتشددين في أبريل/نيسان.
وإذا تمت السيطرة على الرمادي فستكون ثاني مدينة كبيرة بعد تكريت تسترد من أيدي تنظيم “الدولة الإسلامية” بالعراق. وسيرفع هذا الروح المعنوية لقوات الأمن العراقية بعد أن استولى مسلحو التنظيم المتشدد على ثلث أراضي البلاد العام الماضي.