طالبت منظمة الصحة العالمية واللجنة الدولية للصليب الاحمر بتوفير طرق آمنة لإجلاء فوري للمرضى والجرحى من الأجزاء الشرقية المحاصرة في مدينة حلب.
وقالت متحدثة باسم المنظمة إن عدد الأطباء المتبقين في حلب الشرقية لا يتجاوز الـ 35، وعليهم توفير العناية الطبية للمئات من المرضى في الأحياء المحاصرة والتعامل مع الأعداد المتزايدة من الجرحى فيها.
وقد بدأت التجهيزات الطبية لديهم بالنفاد، فضلا عن الشح الكبير في الدم الذي يحتاجه الجرحى.
وكان قوات حكومية سورية يدعمها الطيران الحربي الروسي شنت الخميس بعد انهيار وقف إطلاق النار هجوما يهدف إلى السيطرة على الأجزاء الشرقية من المدينة الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة.
وقد سقط 248 قتيلا على الأقل، معظمهم من المدنيين، منذ بدء الهجوم جراء القصف الجوي الكثيف والمتواصل على حلب والريف المحيط بها، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقالت الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها، الذين يدعمون المعارضة المسلحة في قتالها ضد القوات الحكومية، إن هذه الهجمات تشكل جرائم حرب، واتهموا روسيا بـ “البربرية”.
ونفت موسكو بشدة هذه الاتهامات منتقدة ما سمته اللغة “غير المقبولة” في الانتقادات الموجهة إليها.
تعهد
وقد تعهدت الولايات المتحدة بتقديم 360 مليون دولار من المساعدات الإنسانية الإضافية للمتضررين بالحرب الأهلية الدائرة في سوريا.
وقالت الخارجية الأمريكية إن هذا التمويل سيساعد الأمم المتحدة والمنظمات الخيرية الأخرى على تقديم الغذاء والمياه الصالحة للشرب والعناية الطبية للمتضررين داخل سوريا واللاجئين السوريين في المنطقة.
وقد انقسمت مدينة حلب، التي كانت تشكل كبرى المدن السورية ومركز البلاد التجاري والصناعي، إلى نصفين منذ عام 2012، الغربي منها تحت سيطرة القوات التابعة للرئيس بشار الأسد والشرقي منها في أيدي فصائل المعارضة المسلحة.
وفي العام الماضي، تمكنت القوات الحكومية تدريجيا وبمساعدة من ميليشيات مدعومة من إيران وضربات جوية روسية تغيير الوضع الصعب الذي كانت تعيشه في المدينة، وفي وقت سابق هذا الشهر، قطعت آخر الطرق لإمدادات المعارضة المسلحة ووضعت نحو ربع مليون من سكان الأجزاء الشرقية تحت الحصار.
نداءات
وفي مؤتمر صحفي عقدته في جنيف الإثنين، قالت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية، فضيلة شايب، إن القتال المتصاعد يتسبب “في سقوط المزيد من الضحايا كل يوم”، وطالبت “بإنشاء فوري لطرق إجلاء انسانية للمرضى والجرحى من الجزء الشرقي من المدينة”.
واوضحت المتحدثة أن 7 مستشفيات فقط ما زالت تعمل في حلب الشرقية، بعض منها يعمل جزئيا بينما يعلق في المدينة المحاصرة مئات الجرحى.
وشددت على القول “إنه ليس هجوما واحدا، بل هجوم يومي على المدنيين. لذا يمكننا أن نتخيل كم الجرحى الذين يحاولون الحصول على مساعدة طبية في مثل هذه الظروف… إنه وضع مقلق”.
من جانبه، قال طارق يشاريفيتش وهو ناطق آخر باسم منظمة الصحة العالمية إن العشرات من المرضى والمصابين بحاجة الى اجلاء فوري، وان السلطات الصحية المحلية بامكانها اعداد قوائم باسماء هؤلاء وعرضها على الهلال الاحمر السوري لتقييم حالاتهم.
وقال يشاريفيتش الموجود في سوريا إن “منظمة الصحة العالمية رفعت طلب الموافقة على عملية الاجلاء الطبي من خلال وزارة الصحة السورية الى وزارة الخارجية في دمشق، وتجري الآن دراسة الخطط الخاصة بوجهة الاجلاء اما الى حلب الغربية او الى مستشفى باب الهوى في محافظة ادلب”.
اما كريستا آرمسترونغ الناطقة باسم الصليب الأحمر فقالت إن الكوادر الطبية في حلب الشرقية تعمل بلا كلل لإنقاذ أرواح المرضى والمصابين، ولكنها لا تتمكن من التعامل مع الطلب الكبير على الخدمات الطبية التخصصية والطارئة.
وقالت الناطقة “ثمة حاجة ماسة لعمليات الاجلاء الطبية، فالمستشفيات في حلب الشرقية تعاني من شح كبير في المعدات والمواد الضرورية لجراحات الإصابات وللدم الذي يحتاجه الجرحى”.
غارات
واستمرت في غضون ذلك الغارات الجوية المكثفة على حلب والمناطق الريفية المحيطة، حيث دعت القوات الحكومية المدنيين إلى الابتعاد عن تجمعات مسلحي المعارضة في الأحياء الشرقية بالمدينة.
وتقول تقارير من حلب إن القوات الحكومية حققت تقدما في مركز المدينة المنقسمة بينها والمعارضة المسلحة.
وأعلن الجيش السوري سيطرته على حي الفرافرة شمال غرب قلعة حلب بعد معارك ضارية مع فصائل معارضة. ولم يتسن التأكد من صحة اعلان الجيش السوري. بينما رد مسلحو المعارضة باستهداف مواقع للقوات الحكومية غرب حلب كما يقول مراسلنا في سوريا عساف عبود.
وقصفت طائرات حربية بالبراميل المتفجرة صباح الثلاثاء مناطق في بلدة حريتان بريف حلب الشمالي، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض.
وقال المرصد، ومقره في بريطانيا، إن ثمة اشتباكات عنيفة بين القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها ومسلحي المعارضة جنوب غرب حلب.
ولم يتضح حتى الآن حجم الخسائر البشرية الناجمة عن هذه المواجهات.