أعلنت موسكو هدنة جديدة مدتها عشر ساعات الجمعة بمثابة «فرصة أخيرة» لإخراج المعارضين العسكريين والمدنيين من الأحياء الشرقية في حلب بالتزامن مع إعلان وصول مسلحين موالين لدمشق، إلى حلب استعداداً لـ «معركة الفصل»، في وقت رفض قيادي معارض الخروج من الأحياء المحاصرة وسط تجدد المعارك في مناطق غرب حلب التي تعرضت لغارات عنيفة.
وأعلن الجيش الروسي «هدنة إنسانية» جديدة في حلب لمدة عشر ساعات الجمعة. وقال رئيس الأركان الروسي فاليري غيراسيموف إن بلاده «لم تعد تنتظر من واشنطن تنفيذ تعهداتها بفصل المعارضة المعتدلة عن الإرهابيين». وزاد: «بما أن زملاءنا الأميركيين عاجزون عن فصل المعارضة عن الإرهابيين، فإننا نتوجه مباشرة إلى قادة جميع المجموعات المسلحة، وندعوهم إلى وقف المعارك والخروج من حلب بأسلحتهم»، محدداً مهلة لذلك تنتهي مساء الجمعة. واعتبرت أوساط عسكرية روسية الإعلان «فرصة أخيرة» للمسلحين لوقف هجماتهم الحالية ومغادرة المدينة.
وأشارت وزارة الدفاع الروسية إلى أنه «سيُسمح لعناصر المعارضة بالخروج من المدينة سالمين بأسلحتهم بين الساعة التاسعة صباحاً والسابعة من مساء الجمعة بالتوقيت المحلي، من خلال ممرين أحدهما يتجه إلى الحدود مع تركيا والآخر إلى مدينة إدلب، وتعهدت بانسحاب القوات السورية من هذين الممرين. كما أشارت إلى وجود ستة ممرات إضافية ستكون مخصصة لعبور المدنيين الراغبين بمغادرة حلب.
وقال زكريا ملاحفجي من فصيل «فاستقم» المعارض إن الاقتراح الروسي «مرفوض على الإطلاق. مدينة حلب لن نسلمها للروس ولن نستسلم بالمطلق»، نافياً صحة كلام موسكو عن وجود ممرات إنسانية. وقال: «غير صحيح» وإن المدنيين والمقاتلين لا يريدون الخروج و «المرحلة الأولى من المعركة انتهت وستنطلق المرحلة الثانية».
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس، إن «طائرات حربية جددت قصفها على مناطق غرب حلب وسط استمرار المعارك بوتيرة مرتفعة في محور منيان بأطراف حلب الغربية». وجدَّدت «غرفة عمليات فتح حلب» في بيان «التزامها بتحييد المدنيين في شكل كامل خلال المعارك»، مؤكدة أن النظام «استخدم المدنيين دروعاً بشرية»، في وقت أفاد موقع «كلنا شركاء» المعارض، بأن موالين للنظام «هللوا» على صفحات مواقع إلكترونية للتواصل الاجتماعي بوصول قائد «صقور الصحراء» برفقة تعزيزات إلى حلب، مشيرة إلى قرب «بداية عملية عسكرية كبيرة ستشنها القوات النظامية والميليشيات تحت مسمى معركة الفصل».
وكان لافتاً أمس أن وكالة «سبوتنيك» الروسية أجرت مقابلة إعلامية مع اللواء جميل حسن قائد الاستخبارات الجوية «عارضاً رؤيته لتطورات الأزمة السورية وأحداثها الدامية، المستمرة منذ قرابة 6 سنوات». وقال إنه لو حسمت القيادة السورية في بداية 2011 كما فعلت في حماة «لما وصلنا إلى هنا»، متوقعاً أن تطول معركة حلب «لأن المدد سيستمر» إلى المعارضة، وأن الحل بخروج عناصر المعارضة إلى ريف حلب وإلى تركيا.
وأعلن الجيش التركي أن رئيس الأركان خلوصي أكار أجرى محادثات «بناءة» مع نظيره الروسي فاليري غيراسيموف حول حلب ومحاربة «داعش». وأضاف: «المواضيع التي تناولتها المحادثات كانت (التوصل إلى) تسوية في شأن الاشتباكات في سورية وتطبيع الوضع في حلب فضلاً عن مواصلة تطوير التنسيق بين الدولتين بهدف… إنهاء التهديد الذي يمثله داعش».