نجا نائب رئيس الوزراء العراقي لشؤون الخدمات صالح المطلك من محاولة اغتيال في منطقة ابو غريب نفذها مسلحون يرتدون الزي العسكري، على ما قال، موضحاً أنه لا يعرف الجهة التي ينتمي إليها مطلقو النار، خصوصاً أن «في صفوف الجيش ميليشيات».
وتعتبر منطقة أبو غريب معقل انصار رئيس «هيئة علماء المسلمين في العراق» الشيخ حارث الضاري المقيم في عمان منذ سنوات.
وأفاد ضابط رفيع المستوى في الشرطة «الحياة» ان «تجمعاً انتخابياً اقامه المطلك والنائب طلال الزوبعي، تعرض لهجوم مسلح، ما اسفر عن اصابة ثلاثة من حراسه».
وكان المطلك، زعيم «ائتلاف العربية» المرشح الأبرز فيها تعرض نهاية كانون الاول (ديسمبر) 2013 لمحاولة ﺍﻏﺘﻴﺎﻝ عند خروجه ﻣﻦ ساحة الإﻋﺘﺼﺎﻡ في ﺍﻟﺒو ﻓﺮﺍﺝ، شمال الرمادي، حين أطلقت مجموعة مسلحة النار على موكبه. ونفى المعتصمون حينها محاولة اغتياله، واعتبروا الخبر «مفبركاً ﻭﻏﻴﺮ ﺩﻗﻴق» وقالوا انه «تعرض ﻟﻠﻀﺮﺏ ﻣﻦ معتصمين بسبب تصرفاته ﺍلتي لا ترتقي إلى مستوى الشعور بالمسؤولية تجاه الناحية».
وربط مراقبون بين محاولة الاغتيال الفاشلة أمس والظروف الأمنية، إذ تلقي الازمة في الانبار ظلالها على منطقة ابو غريب التي تعتبر بوابتها إلى بغداد، إضافة الى التذمر الذي يسود المكوّن السنّي من الطبقة السياسية واتهام المسؤولين من هذا المكوّن بأنهم عملاء للحكومة «الصفوية».
وتشهد المناطق السنّية انقساماّ كبيراّ في مواقفها، منذ اندلاع الاحتجاجات فيها على سياسة رئيس الوزراء نوري المالكي، منتصف كانون الأول (ديسمبر) 2012 واجتياح صحراء الانبار بعد عام من الاعتصامات، وسيطرة تنظيم «الدولة الاسلامية في العراق والشام» (داعش) على الفلوجة.
كما تأتي العملية في ظل وجود فتاوى رجال دين سنّة كبار مثل العلامة عبدالملك السعدي وآخرين يحرمون المشاركة في الانتخابات.
وكان المطلك طالب اخيراً بإرجاء التصويت في محافظة الانبار، بسبب الوضع الأمني وعدم السيطرة على مناطق شاسعة منها ما «يسهل حالات التزوير». وقال أمس في مكالمة هاتفية مع «سكاي نيوز « إن «موكبه تعرض لإطلاق رصاص من أحد المواقع العسكرية أثناء عودته من جولة في أبو غريب». وأضاف أن «المكلفين حمايته ردوا على مصادر النيران، ما أتاح للموكب متابعة طريقه في اتجاه بغداد، قبل أن تندلع مواجهات جديدة بين حراسه ومسلحين يرتدون زياً عسكري».
وأوضح أنه حاول «مساعدة حشد من المواطنين استنجدوا به، إلا أن العناصر المسلحة عمدت إلى إطلاق النار» . وأضاف رداً على سؤال عن الجهة التي ينتمي المسلحون إليها: «لا استطيع أن أؤكد إذا كان المسلحون من الجيش أو مجرد مليشيات ترتدي زياً عسكرياً، خصوصاً أن في صفوف الجيش ميلشيات».
وتابع أن أحد الضباط حاول ردع مطلقي النار إلا أن «جهوده باءت بالفشل». وزاد: «لم نعد نعرف مصدر التهديد، كنا نعتقد بأن جماعات إرهابية تهددنا، فإذا بمواقع عسكرية تتولى المهمة».