ذكر نشطاء ومصادر في المعارضة السورية أن طائرات يعتقد أنها سورية أو روسية شنت غارات على ريف حلب ودمرت مستشفيين هناك. بيد أن موسكو ودمشق نفتا صلتهما بالأمر. يأتي ذلك في وقت أغلقت فيه تركيا معبرا حدوديا مع سوريا.
قال المرصد السوري لحقوق الإنسان المحسوب على المعارضة ومصادر طبية إن ضربات جوية دمرت مستشفيين في أراض تسيطر عليها المعارضة غربي مدينة حلب السورية اليوم الاثنين (14 تشرين الثاني/ نوفمبر 2016) وأن عددا من المرضى والمسعفين أصيبوا.
وقال المرصد إن طائرات حربية قصفت بلدة الأتارب وتسببت في خروج المستشفى الوحيد في البلدة من الخدمة نهائيا. وذكر المرصد أن خمس ضربات جوية وقعت على المستشفى ودمرت غرف العمليات والانتظار وألحقت أضرارا بسيارات الإسعاف في رابع هجوم جوي على المنشأة هذا العام.
وأضاف أن هذا هو المستشفى الوحيد في بلدة الأتارب ويخدم منطقة يسكنها قرابة 60 ألف شخص. وبدوره قال أسامة أبو عز وهو جراح عام ومنسق الجمعية الطبية السورية الأمريكية في حلب- وهي من داعمي المستشفى- إن الضربات أسفرت عن إصابة عدد كبير من المرضى.
وذكر المرصد أن طائرات حربية استهدفت أيضا مستشفى الأنصار في كفرناها على بعد 15 كيلومترا من الأتارب، في ثالث هجوم جوي على المنشأة خلال الشهر المنصرم. ولم ترد تقارير أولية عن وقوع وفيات في الهجومين. وقال أدهم سحلول وهو موظف في الجمعية الطبية السورية الأمريكية إن سبع هجمات وقعت على مستشفيات في مناطق ريفية بمحافظتي حلب وإدلب منذ يوم الجمعة الماضي.
وتتهم دول غربية ونشطاء في مجال حقوق الإنسان القوات الجوية السورية والروسية باستهداف المستشفيات وطوابير الخبز وغيرها من البنية التحتية المدنية بشكل متكرر في أراض تسيطر عليها المعارضة. بيد أن موسكو ودمشق تنفيان ذلك وتقولان إن حملاتهما الجوية موجهة ضد أهداف عسكرية للمعارضة التي يصفانها بأنها “إرهابية”.
ورغم أن السلطات السورية والروسية نفت أي استهداف متعمد للمستشفيات فقد اتهم نائب وزير خارجية روسيا المعارضة في الآونة الأخيرة باستخدام المدنيين و”ما يسمى مستشفيات” دروعا بشرية وإقامة منشآت طبية في مدن دون توضيح أماكنها بشكل صحيح.
إغلاق معبر حدودي
في غضون ذلك أغلقت السلطات التركية الاثنين “مؤقتا” معبرا حدوديا مع سوريا في محافظة كيليس، جنوب شرق البلاد، بعد اشتباكات عنيفة في بلدة أعزاز الحدودية، بحسب ما أفاد مسؤول محلي. وصرح المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته لوكالة فرانس برس “ستبقى البوابة مفتوحة لحالات الطوارئ فقط”.
وذكر الإعلام التركي أن السلطات أغلقت معبر أونجو بينار الحدودي المواجه لباب السلامة داخل سوريا كإجراء أمني “مؤقت” بعد اشتباكات على الأراضي السورية. وذكرت مصادر في المعارضة السورية أن الاشتباكات جرت بين فصائل إسلامية أبرزها الجبهة الشامية وأحرار الشام.
وتعتبر بلدة أعزاز القريبة من الحدود واحدة من العديد من المدن والبلدات السورية التي سيطرت عليها فصائل المعارضة السورية المسلحة المدعومة من أنقرة منذ أن بدأت تركيا هجوما واسع النطاق في 24 آب/أغسطس داخل الأراضي السورية.
وقال إسماعيل جاتاكلي محافظ كيليس إن الحدود أغلقت أمام شاحنات المساعدات الإنسانية والشاحنات التجارية “بسبب تطورات على الجانب الآخر من الحدود”، بحسب ما نقلت عنه وكالة دوغان الخاصة للأنباء. ولم يتضح متى ستتم إعادة فتح الحدود.
وأطلقت تركيا عملية عسكرية واسعة داخل سوريا أطلقت عليها اسم “درع الفرات” لدعم الفصائل السورية المسلحة بهدف تطهير الحدود من مقاتلي تنظيم “الدولة الإسلامية” ولوقف تقدم المقاتلين السوريين الأكراد. وقالت القوات التركية إنها نفذت غارات على مواقع التنظيم الإرهابي (داعش) في مدينة الباب، وهي أبرز معاقله في سوريا.