شن مسلحو تنظيم الدولة الاسلامية عدة هجمات مساء الأربعاء في مدينة عين العرب (كوباني) من المحاور الثلاثة الشرقية والغربية والجنوبية في المدينة.
وتدور اشتباكات عنيفة بين مسلحي التنظيم ووحدات حماية الشعب التابعة للأحزاب الكردية التي تدافع عن المدينة.
وكان التحالف الدولي شن اربع غارات بعد ظهر الاربعاء على جنوب غرب مدينة كوباني.
واستهدفت غارة جوية ضخمة قرابة الساعة الثانية بعد الظهر بالتوقيت المحلي منطقة تقع جنوب غربي المدينة، وأدت الى تصاعد الدخان وغطت سحابة كبيرة المدينة فيما وصل الغبار الناتج عن الغارة الى مسافة كيلومتر ونصف شمالا الى الاراضي التركية وفق ما أفاد به موفد بي بي سي الى الحدود التركية السورية وائل حجار.
وكانت غارات التحالف أمس استهدفت المنطقة نفسها التي تبعد بضع مئات من الأمتار عن معبر مرشد بينار الحدودي مع تركيا.
يأتي هذا في وقت استمرت الاشتباكات فيه داخل الأحياء الشرقية للمدينة تخللها سماع اصوات انفجارات.
وقالت مصادر من داخل المدينة ان سحب الدخان الأسود التي ترتفع من المناطق الشرقية سببها احراق مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية لمنازل في تلك المنطقة.
وتزامن ذلك مع اقرار برلمان إقليم كردستان في العراق ارسال قوات من البيشمركة للقتال الى جانب المقاتلين الاكراد المدافعين عن المدينة.
أعراض غريبة
وأفادت تقارير لم يتم التأكد منها من مصادر رسمية إلى وجود أعراض مرضية تدل على استخدام أسلحة كيماوية أو غازات في القتال الدائر في المدينة.
وقال الإعلامي الكردي مصطفى بالي من داخل المدينة لبي بي سي إن ثمة عشرات المصابين من المدنيين وسط المدينة ظهرت عليهم أعراض تشبه أعراض التعرض لأسلحة كيماوية بعد هجوم لمسلحي تنظيم الدولة على وسط المدينة.
وأضاف أن السلطات التركية لم تسمح بنقل المصابين إلى أراضيها، وانه ليس ثمة مختبرات داخل المدينة يمكن من خلالها التأكد من مسببات هذه الأعراض.
ولم يتم التأكد من هذه الأخبار من مصادر رسمية بعد.
وأفاد موفد بي بي سي الموجود على الجانب التركي من الحدود بأن سحابة ضخمة من الدخان شوهدت ترتفع من تلك المنطقة.
كما سمعت أصوات انفجارات جراء الاشتباكات الجارية في الأحياء الشرقية من المدينة.
وقالت مصادر من داخل المدينة إن سحب الدخان الأسود التي ترتفع من المناطق الشرقية سببها إحراق مسلحي تنظيم الدولة الاسلامية منازل هناك.
إمدادات عسكرية
وكان الطيران الحربي التابع للتحالف الدولي شن غارتين جويتين جديدتين على أهداف في جنوب غرب مدينة عين العرب ظهر الثلاثاء.
كما وقعت الثلاثاء معارك شرسة في البلدة بدأت عندما شن مسلحو تنظيم الدولة الإسلامية هجوما “على جميع الجبهات” على المقاتلين الأكراد الاثنين، بحسب ما ذكره نشطاء.
قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إن الضربات الجوية الأمريكية حول المدينة بالاضافة الى الضغط من المقاتلين الأكراد السوريين على الأرض ساعدا في منع مقاتلي التنظيم من الاستيلاء عليها، لكنها حذرت في الوقت نفسه من أن سقوط عين العرب/ كوباني مازال ممكنا رغم المساعدة الامريكية.
وقال الأميرال جون كيربي المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية إن الوضع في كوباني ما زال هشا، رغم سيطرة القوات الكردية على معظم أجزائها.
وكان البنتاغون أكد أن حزم الامدادات التي اسقطتها طائرات التحالف وصلت الى أيدي المقاتلين الاكراد، على الرغم من نشر فيديو على الانترنت يظهر بعض هذه الأسلحة في أيدي مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية.
وقال كيربي إن خبراء في البنتاغون يعكفون على تحليل الفيديو للتأكد أن كانت حزمة الامدادات هي نفسها التي ذكرت الوزارة في وقت سابق أنها سقطت عن طريق الخطأ في أيدي مسلحي الدولة.
وكان مسؤولون عسكريون أمريكيون أشاروا الى أن طائرات التحالف القت بـ 28 حزمة إمداد عسكري قرب عين العرب/كوباني مشيرين الى أن واحدة من هذه الحزم ضلت طريقها الى أيدي مسلحي الدولة.
وقال البنتاغون في وقت لاحق إن هذه الحزمة دمرت عبر غارة جوية كي لا تقع في أيدي مسلحي التنظيم.
ونقل موفدنا عن مصادر في الجيش السوري الحر وأخرى كردية سورية من داخل مدينة عين العرب قولها إن الأسلحة التي ألقتها الطائرات الأمريكية تضمنت صواريخ مضادة للدروع من طراز ميلان الفرنسية وتاو الأمريكية اضافة الى اسلحة قنص مجهزة بمناظير ليلية حرارية.
دعم سوري
من جانبها قالت الحكومة السورية أنها قدمت دعما عسكريا بمختلف الوسائل بما فيها الطيران للمقاتلين الأكراد المدافعين عن مدينة عين العرب/كوباني على الرغم أنها ليست عضوا في التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الاسلامية.
وقال وزير الاعلام السوري عمران الزغبي في تصريحات تناقلتها وسائل الاعلام السورية الرسمية إن “الدولة بقواتها المسلحة وطائراتها قد قدمت دعما عسكريا ولوجستيا وجهزت المدينة بالأسلحة والذخائر”.
وأضاف أن الحكومة السورية “ستستمر في تقديم المساعدة العسكرية لعين العرب/كوباني وفي أعلى مستوى”.
وأشار الوزير السوري إلى أن القوات الجوية السورية دمرت اثنتين من ثلاث طائرات مقاتلة سبق أن سيطر مسلحو تنظيم الدولة عليها، وأفادت تقارير أنهم تمكنوا من القيام بطلعات جوية اختبارية لها فوق مدينة حلب بمساعدة طيارين من الجيش العراقي السابق.
ومن جانبه قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنه ليس لديه أي تأكيد لتدمير القوات الجوية السورية لهذه الطائرات.
وكان المرصد، ومقره بريطانيا، ويجمع المعلومات عن تطورات الأوضاع في سوريا عبر شبكة من الناشطين هناك، أكد في وقت سابق أن مسلحي تنظيم الدولة الاسلامية تمكنوا من القيام بطلعة بثلاث طائرات ميغ فوق قاعدة جوية الى الشرق من مدينة حلب بمساعدة طيارين عراقيين.
ولم يتم تأكيد هذه الأنباء من مصدر مستقل، كما أن مسؤولين أمريكيين قالوا إنه لم تصلهم أي تقارير عن تمكن مسلحي تنظيم الدولة من القيام بطلعات جوية بطائرات في المنطقة.
ولا تزال عين العرب\كوباني – التي تقع على الحدود السورية التركية – تتعرض للهجوم على مدى أسابيع من قبل مسلحي التنظيم، مما أجبر السكان على الفرار.