هزيمة أكراد سورية تستعجل بدء الضربة الأميركية

واصل تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) ضغطه على الأكراد في شمال سورية، وسيطر على نحو 60 قرية خلال 48 ساعة مضيّقاً الخناق أكثر على معقلهم الأساسي في كوباني (عين العرب)، ما دفع الآلاف منهم إلى الفرار نحو الحدود التركية، خشية وقوع مذابح في حقهم. وبعد يوم من مناشدة قادة الأكراد السوريين أقرانهم في كل من تركيا والعراق أن يهبوا لنجدتهم، أطلق رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني نداء للتدخل لمنع سقوط كوباني، وقال في بيان: «أدعو المجتمع الدولي لاستخدام كل الوسائل بأسرع ما يمكن لحماية كوباني». وأضاف «إرهابيو الدولة الإسلامية… لا بد من ضربهم وتدميرهم».

وليس واضحاً إلى أي حد يمكن أن تعجّل مناشدة بارزاني في التدخل الغربي لوقف تقدم تنظيم «الدولة»، علماً بأن تقارير أميركية تتحدث عن إمكان بدء سلاح الجو الأميركي «خلال أيام» فقط في تنفيذ هجماته داخل سورية بعدما أقر الكونغرس خطة دعم وتسليح المعارضة السورية «المعتدلة» وأحالها على الرئيس باراك أوباما لتوقيعها كي تصبح سارية المفعول، وهو أمر متوقع أن يحصل مع نهاية الأسبوع.

ميدانياً، اضطرت تركيا أمس إلى فتح حدودها لاستضافة قرابة خمسة آلاف من الأكراد السوريين الفارين من وجه «داعش»، بعدما حاولت منذ مساء أول من أمس إبقاءهم على الجانب السوري من الحدود قرب قرية دكمتاس. ونقلت «فرانس برس» عن رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو قوله في تصريح على هامش زيارته لباكو (أذربيجان): «لقد فتحنا حدودنا. وسنقدم بالتأكيد مساعدة الى هؤلاء الناس». وهو قال أول من أمس إن الهدف مساعدتهم على الجانب السوري وليس داخل تركيا.

وفور إعلان قرار فتح الحدود، اجتازت أفواج من النساء والأطفال والمسنين الذين كانوا يحملون بعض الأغراض الشخصية، الأسلاك الشائكة التي تفصل بين البلدين، على مرأى من قوات الأمن التركية. وقالت امرأة وهي تبكي: «فليبارك الله تركيا. لقد تمكنت من إنقاذ طفليَّ الاثنين».

وقال نائب رئيس الوزراء نعمان كورتولموش، إن «الدولة الإسلامية اقتربت 7 أو 8 كلم من حدودنا وتهدد حوالى أربعة آلاف شخص يقيمون في القطاع»، مشيراً إلى خطر نزوح 100 ألف شخص إذا سقطت مدينة عين العرب (كوباني باللغة الكردية) في أيدي «داعش». وذكرت وسائل إعلام تركية أن ضجيج الأسلحة النارية والانفجارات كانت تسمع من قرية ديك ميداس التركية. وأكد كورتولموش أيضاً استعداد تركيا للدفاع عن نفسها إذا هددتها «الدولة الإسلامية» بصورة مباشرة.

وبدأ الأكراد الخميس مغادرة عين العرب التي تحاصرها «الدولة» التي سيطرت على أكثر من عشرين قرية في ضواحيها، واستولت أمس على مزيد منها، بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان».

وفي نيويورك شكل العراق نقطة التقاء دولية لمواجهة «داعش» ولا تزال سورية نقطة خلافية «وهي جبهة مختلفة تماماً عن الجبهة في العراق في محاربة داعش ما يجعلنا نعمل دون استراتيجية مكتملة حتى الآن» حسب قول مسؤول أوروبي رفيع.

وكان مجلس الأمن عقد جلسة موسعة رفيعة المستوى مساء أمس برئاسة وزير الخارجية الأميركي جون كيري ومشاركة عدد من الوزراء بينهم وزير الخارجية العراقي ابراهيم الجعفري إضافة الى مشاركة ممثلين عن أكثر من ٤٠ دولة، وممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق نيكولاي ملادينوف.

وأعدت الولايات المتحدة مشروع بيان كان متوقعاً صدوره بإجماع أعضاء مجلس الأمن أمس «يرحب بتشكيل الحكومة الجديدة في العراق ويدعو المجتمع الدولي الى دعمها في تعزيز المؤسسات الديمقراطية وحفظ الأمن ومحاربة الإرهاب».

+ -
.