هل يُشكل الذكاء الاصطناعي تهديداً لإمدادات المياه؟

يتزايد استخدام الذكاء الاصطناعي بسرعة هائلة، لكنه في ذات الوقت يعتبر تقنية متعطشة للمياه، إذ يحتاج إليها في عمليات التبريد وتوليد كميات هائلة من الكهرباء.

إعلان

إعلان

إعلان

إعلان

إعلان

إعلان

كيف يستخدم الذكاء الاصطناعي الماء؟

تتم معالجة الأنشطة عبر الإنترنت، من رسائل البريد الإلكتروني والبث المباشر إلى إنشاء المقالات أو صناعة مقاطع الفيديو، بواسطة رفوف ضخمة من خوادم الكمبيوتر في منشآت ضخمة تُسمى مراكز البيانات – بعضها يصل حجمه إلى حجم عدة ملاعب كرة قدم.

وترتفع درجة حرارة هذه الخوادم مع سريان الكهرباء عبر الحواسيب.

ويُعد الماء – الذي عادةً ما يكون ماءً عذباً نظيفاً – عنصراً أساسياً في أنظمة التبريد المستخدمة لتبريد تلك الخوادم والحواسيب، وعلى الرغم من أن طرق التبريد بالماء قد تتنوع، إلاّ أن أغلبها قادر على تبخير ما يصل إلى 80 في المئة من الماء المستخدم وإطلاقه في الغلاف الجوي.

وتتطلب مهام الذكاء الاصطناعي قوة حوسبة أكبر بكثير من المهام التقليدية عبر الإنترنت، مثل التسوق أو البحث على الإنترنت – وخاصةً للأنشطة المعقدة مثل إنشاء الصور أو مقاطع الفيديو. لذا، فإنها تستهلك المزيد من الكهرباء.

ويصعب تحديد الفرق كمياً، لكن تقديراً لوكالة الطاقة الدولية (IEA) يشير إلى أن سؤالاً او استفساراً واحداً على منصة تشات جي بي تي، يستهلك ما يقرب من عشرة أضعاف كمية الكهرباء التي يستهلكها سؤال او استفسار بحثي واحد على غوغل.

وزيادة الكهرباء تعني المزيد من الحرارة – لذا هناك حاجة إلى المزيد من التبريد.

ما كمية المياه التي يستهلكها الذكاء الاصطناعي؟

يقول سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة أوبن أي آي، إن كل استفسار على منصة تشات جي بي تي يستهلك خُمس ملعقة صغيرة من الماء.

ومع ذلك، خلصت دراسة أجراها أكاديميون أمريكيون في كاليفورنيا وتكساس إلى أن 10-50 إجابة من النموذج الثالث من تشات جي بي تي GPT-3، تستهلك نصف لتر من الماء – أي ما بين ملعقتين صغيرتين وعشر ملاعق صغيرة من الماء لكل إجابة.

ويشمل تقدير الأكاديميين الأمريكيين – 500 مليلتر لحوالي 10-50 إجابة – أيضاً المياه المستخدمة لتوليد الطاقة، مثل البخار الذي يُشغّل توربينات محطات الطاقة التي تعمل بالفحم أو الغاز أو الطاقة النووية.

وقد لا يشمل الرقم الذي قدمه ألتمان هذه الكمية الإضافية المستخدمة من الماء، إذ أنه لم يٌقدّم لبي بي سي أي تفاصيل حول الحسابات التي استخدمتها أوبن أي آي لمعرفة كمية الماء المستخدم.

ومع ذلك، فإن استخدام المياه يتزايد، إذ تقول شركة أوبن أي آي إن منصة تشات جي بي تي تُجيب على مليار استفسار يومياً – وهو مجرد واحد من بين العديد من روبوتات الذكاء الاصطناعي التي يستخدمها سكان الأرض.

وتقدر الدراسة الأمريكية أنه بحلول عام 2027، سيستخدم قطاع الذكاء الاصطناعي سنوياً ما بين أربعة إلى ستة أضعاف كمية المياه التي تستهلكها دولة الدنمارك بأكملها.

ويقول أحد مؤلفي الدراسة، البروفيسور شاولي رين من جامعة كاليفورنيا، ريفرسايد، إنه “كلما زاد استخدامنا للذكاء الاصطناعي، زاد استهلاكنا للمياه”.

هل هناك خيارات أخرى للتبريد؟

يُمكن استخدام أنظمة التبريد الجاف أو الهوائي، ولكنها عادةً ما تستهلك كهرباءً أكثر من الأنظمة القائمة على الماء، كما يقول البروفيسور رين.

وتُشير مايكروسوفت وميتا وأمازون إلى أنها تُطور أنظمة “حلقة مغلقة” تعمل على تدوير الماء – أو أي سائل آخر – دون تبخيره أو استبداله.

ويعتقد دوبي أنه من المُرجح أن تكون هذه الأنظمة مطلوبة على نطاق واسع في المناطق الجافة في المستقبل، لكنه يُشير إلى أن النظام لا يزال في مرحلة “مبكرة جدًا” على اعتماده.

وهناك مشاريع جارية أو تمّ التخطيط لها لاستخدام الحرارة من مراكز البيانات في المنازل في دول مثل ألمانيا وفنلندا والدنمارك.

ويقول الخبراء إن الشركات تُفضل عادةً استخدام المياه النظيفة والعذبة – مثل تلك المستخدمة للشرب – لأنها تُقلل من خطر نمو البكتيريا والانسدادات والتآكل.

ومع ذلك، تعتمد بعض الشركات على مصادر مياه غير صالحة للشرب مثل مياه البحر أو مياه الصرف الصناعي للتبريد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

+ -
.