حقق طراز توسان، أوّل عروض هيونداي في فئة السيارات الترفيهية الرياضية متعددة الاستخدام SUV من الحجم المُدمج، عند إطلالته للمرة الأولى عام 2004 نجاحاً محدوداً للصانع الكوري الجنوبي. فعلى رغم محرّكاته المتوافرة سداسية الأسطوانات وتلك الحزمة العريضة من التجهيزات القياسية المدعمة، إلا أن تلك المركبة بدت وكأنها سيارة «عتيقة» و»زهيدة الكلفة»، لا سيما لجهة مقصورتها الداخلية ذات المكونات البلاستيكية الرخيصة، لذا لم تكن سوى خيارٍ أخيرٍ للزبائن في فئتها. وعلى مدار السنوات الماضية، وجّهت هيونداي مواردها كلها نحو عروض السيدان وتلك السيارات المُدمجة الاقتصادية، غافلةً نسبياً قطاع عروض الكروسوفر أو SUV، رغبةً في تعزيز صورتها لدى زبائنها. لكن تنامي ذلك القطاع العريض من السيارات أخيراً، دفع العلامة الكورية الجنوبية إلى عدم إغفال تلك الفئة الحيوية بهدف استقطاع حصة مميزة في أسواق شديدة التنافسية. ومن هذا المنطلق، كشفت هيونداي عن الجيل الثالث من توسان لعام 2016، الذي نال لمسات وتحسينات على كل الأصعدة.
< أُخضعت توسان لعملية تحديث تصميمية شاملة، ما أضفى عليها طابعاً أكثر جرأةً وديناميكيةً، وذلك ضمن لغة تصميمية تحمل إسم «النحت الإنسيابي 2.0»، منحت توسان شبك تهوئة أمامياً سداسي الأضلع مع دعائم عمودية، جنباً إلى جنب مع مصابيح رئيسة فئة LED ومصابيح ضباب أفقية الامتداد، مع أجزاء سفلية للصادم الأمامي، تشبه الأجنحة، أضفت لمسةً رياضيةً عموماً.
كما لا يمكن إغفال غطاء المحرّك بخطوطه المموّجة اللافتة، والزوائد الكرومية، والعجلات الكبيرة خماسية الأذرع، قياس 19 بوصة المتوافرة للمرة الأولى بعروض توسان، فضلاً عن المصابيح الخلفية الحمراء اللافتة بدورها فئة LED التي تلتقي على الجوانب، والجانح الخلفي المُدمج بالسقف، والملحقات الضوئية الحمراء المثبّتة بالصادم الخلفي، ومخرجي العادم الكروميين الجذابين، وغيرها.
من الداخل، وإلى جانب الطابع الأفخم من السابق، باتت توسان الأحدث أكبر حجماً مع مساحة أكبر مخصصة للركاب وتحميل الأمتعة، وذلك بفضل قاعدة عجلات أطول بمقدار 30 ملم، والطول الإجمالي للسيارة الذي زاد نحو 76 ملم، والعرض الذي ارتفع بمقدار 28 ملم مقارنةً بالطراز السابق. وعموماً، زادت سعة صندوق التحميل بمقدار 141 ليتراً لتصل إلى 877 ليتراً، مع إمكان طي قسم المقاعد الخلفية جزئياً، بمقدار 60:40 مع زاوية ميلان أكبر من ذي قبل، لتمرير مزيد من الأمتعة والأغراض.
ومن الملاحظ أن توسان باتت مدججة بمجموعة من التجهيزات القياسية، من خلال الأضواء الهادئة التي تطل من محيط الكونسول الوسطي ولوحة العدادات الغرافيكية اللافتة، إلى جانب النوافذ ذات التحكّم الكهربائي وإمكان طي المرايا الجانبية كهربائياً أيضاً، والشاشة الكريستالية العاملة باللمس المتضمّنة كاميرا خلفية، ناهيك عن نظام الدخول الذكي من دون استخدام المفاتيح التقليدية، وتقنية البلوتوث لإجراء المكالمات الهاتفية لاسلكياً، من دون استخدام اليدين مع خاصية التعرّف الى الأصوات، ومثبّت السرعة والنظام الصوتي المميز بقدرة 405 واط والمكوّن من 8 سماعات، وغيرها من التجهيزات التي تتضمّن الكسوة الجلدية للمقاعد التي نالت خاصية التهوئة الداخلية، وخاصية تنقية الهواء ضمن المكيّف الفعّال الذي يمكن التحكّم في خياراته أوتوماتيكياً، والراديو المتصل بالأقمار الصناعية فئة SiriusXM ومداخل لاتصال أجهزة «آي بود» ووصلات الناقل العام USB، وإمكان الفتح الذكي للباب الخلفي كهربائياً، بمجرّد الاقتراب من صندوق الأمتعة، وغيرها.
محرّكات عملانية ونشطة
زُوّدت توسان الجديدة بمحرّك بنزيني من 4 أسطوانات متتالية بسعة ليترين يولّد قدرة 164 حصاناً، إضافة إلى عزم 204 نيوتن متر. ويتصل بعلبة تروس أوتوماتيكية سداسية النسب، كما يستهلك غالوناً واحداً من الوقود لكل 26 ميلاً مقطوعة في المتوسّط.
كذلك نالت توسان محرّكا بنزينياً سعة 1.6 ليتر فئة «غاما» مزوّداً بشاحن هواء «توربو» يتبنّى بدوره تقنية البخ المباشر للوقود، ويولّد 175 حصاناً وعزم 264 نيوتن متراً عند عدد دورات يتراوح ما بين 1500 و4500 د.د، مقارنة بالمحرّك السابق، سعة 2.4 ليتر الذي كان يولّد 176 حصاناً و227 نيوتن متراً من عزم الدوران بالجيل الثاني من توسان. ويتصل هذا المحرّك بعلبة تروس أوتوماتيكية سباعية النسب مع قابض فاصل مزدوج فئة «إيكوشيفت»، كما يستهلك غالوناً واحداً من الوقود لكل 27 ميلاً مقطوعة في المتوسّط.
وتنقل علب التروس السابقة عزم الدوران إما إلى نظام دفع أمامي للعجلات أو آخر رباعي دائم. ويتضمّن النظام الأخير تقنية التحكّم النشط بالانعطاف والتي تحوّل تلقائياً العزم إلى العجلات الأكثر انزلاقاً.
سلامة رائدة
على مستوى السلامة، حرصت هيونداي على تزويد توسان الجديدة بأنظمة منع انغلاق المكابح ABS، موزّع قوى الكبح عند الطوارئ EBD ومساعد الكبح BA، ونظام التحكّم الديناميكي بالثبات ESC، ونظام التحكّم بالدفع TCS، والاستعانة بأنظمة التحذير من تخطّي المسار، وذلك لرصد الزوايا غير المرئية والرادارات التحذيرية الاستشعارية المختلفة ونظام الكبح التلقائي أثناء الطوارئ، وأيضاً نظام التحذير من مرور سيارات من الجهة الخلفية أثناء الرجوع إلى الخلف في الأماكن المخصصة لاصطفاف السيارة، مع عدم غض الطرف عن مساند الرأس الأمامية النشطة التي تحول دون التواء العنق عند الاصطدامات الخلفية، ونظام مراقبة ضغط الهواء بالإطارات TPMS، وأحزمة الأمان ثلاثية نقاط التثبيت، وغيرها.
وجاءت أنظمة التعليق مستقلة على العجلات الأربع، مع دعائم ماكفرسون في المقدم، فضلاً عن نظام تعليق خلفي متعدد الوصلة، علماً أن نوابض معدنية ومخمدات غازية وعوارض مانعة للتمايل الجانبي، تتحكّم بالعجلات.