أعلنت واشنطن وباريس بدء إجراءات عزل مدينة الرقة تمهيداً لطرد «داعش» منها بالتزامن مع إعلان تمديد هدنة حلب ثلاث ساعات أمس، وسط استمرار الغارات على أحيائها الشرقية والمعارك في ريفها، في وقت حذر الأمين العام لـ «حلف شمال الأطلسي» (ناتو) ينس ستولتنبرغ، من أن مجموعة بحرية قتالية روسية متجهة إلى سورية يمكن أن تستغل في استهداف المدنيين في حلب المحاصرة.
وأعلن وزيرا الدفاع الأميركي آشتون كارتر والفرنسي جان إيف لودريان بدء الإجراءات العسكرية لعزل مدينة الرقة في سورية. وقال كارتر إن روسيا لا تشارك خطة التحالف لاستعادة الرقة، فيما قال الوزيران إن انهيار «داعش» في العراق وسورية «سيقضي على فكرة إنشاء أيديولوجية داعش، لكن في الوقت ذاته سيبقى أشخاص سيحاولون القيام بعمليات في بلداننا». وأشار كارتر إلى أن محاربة أيديولوجية التنظيم «تتم بالموازاة مع عملياتنا العسكرية في العراق وسورية»، وأنه «بعد فقدان داعش أراضيه في سورية والعراق سنحصل على مقدار كبير من المعلومات الاستخبارية التي تساعدنا بالقضاء على شبكات المقاتلين في الخارج».
وأعلنت وزارة الدفاع البريطانية عن تكثيف عمليات تدريب «المعارضة السورية المعتدلة» لمحاربة «داعش». وقال وزير الدفاع مايكل فالون: «إننا نكثف دعمنا وعمليات تدريب عناصر المعارضة المعتدلة خارج سورية لإكسابهم المهارات الضرورية لمحاربة داعش»، وإن التدريبات ستشمل الأساليب التكتيكية الأساسية للمشاة ومهارات القيادة والإدارة، إضافة إلى دورات طبية ودورة خاصة بالمواد المتفجرة. وشدد على أن جميع العناصر الذين ستشملهم التدريبات، سيخضعون لاختبارات أمنية قبل بداية التدريب.
وحققت الفصائل السورية المعارضة المشاركة في عملية «درع الفرات» تقدماً جديداً ضد تنظيم «داعش» في ريف حلب الشمالي. وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو في تصريح أمس، إنه إذا لم يخرج المسلحون الأكراد من منبج «فإننا نعرف كيف نخرجهم بوسائلنا، وقلنا ذلك للأميركيين». وصرّح خالد عيسى، ممثل حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي في فرنسا، في مؤتمر صحافي أمس، بأن «الجيش التركي يستخدم المدفعية والطائرات لشن هجوم واسع ضد السوريين الأكراد ومنعهم من السيطرة على الرقة».
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية اليوم الثلثاء أنها قررت تمديد وقف الضربات الجوية على مدينة حلب السورية لمدة ثلاث ساعات، فيما قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في منتدى في موسكو (أول) من أمس: «سألت (وزير الخارجية الأميركي) جون كيري هاتفياً: ماذا يجري في الموصل؟ (فقال) إنهم يعدون عملية لتحرير هذه المدينة من الإرهابيين. وفي حلب أيضاً يجب تحرير المدينة من الإرهابيين». وقال لافروف الذي أجرى الإثنين محادثات هاتفية مع كيري: «في الموصل يحصل بالضبط ما نقوم به في حلب. التحالف الأميركي يحذر السكان ويطلب منهم المغادرة. بالضبط كما في حلب، لقد تمت تهيئة ممرات (إنسانية)» لمغادرة المدينة. وقال ستولتنبرغ في بروكسيل: «قد يتم استغلال المجموعة القتالية (البحرية المتوجهة إلى البحر المتوسط) لزيادة قدرة روسيا على المشاركة في عمليات قتالية فوق سورية وتنفيذ المزيد من الضربات الجوية على حلب»، فيما أوضح دوغلاس لوت السفير الأميركي لدى الحلف، أن «المشكلة ستنشأ إذا ساهمت تلك السفينة (الأميرال كوزنيتسوف) في القصف العشوائي لأهداف مدنية في شمال غربي سورية، وخصوصاً داخل حلب وفي محيطها».
في نيويورك، استفز ترشح روسيا إلى عضوية مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، منظمات حقوقية دعت إلى «التصويت ضد روسيا بسبب سجلها الحافل بالانتهاكات في سورية». ودافع السفير الروسي في الأمم المتحدة فيتالي تشوركين عن حق روسيا في الترشح، وقال إنها تستحق العضوية، و «نحن ندعم عدم تسييس هذه المسألة»، فيما قال السفير البريطاني ماثيو ريكروفت، إن على مجلس الأمن أن «يفرض عقوبات» على من ثبت تورطهم في استخدام الأسلحة الكيماوية.
في باريس، مَثُلَ رفعت الأسد عم الرئيس السوري بشار الأسد الذي يشتبه في أنه جمع ثروته في فرنسا من خلال اختلاس أموال عامة، الإثنين أمام قاضي التحقيق للاستماع إلى أقواله، وفق مصادر متطابقة. وكان القضاء الفرنسي اتهم في التاسع من حزيران (يونيو) رفعت الأسد (79 سنة) باختلاس أموال عامة وتبييض أموال.