وصول الدفعة الأولى من المستشارين العسكريين الأمريكيين إلى العراق

أفادت وزارة الدفاع الأمريكية بوصول الدفعة الأولى من مستشاريها العسكريين إلى العراق وبدء عملهم لمساعدة الجيش العراقي في محاربة المسلحين الذين استولوا على عدد من المدن والبلدات على مدار الأسبوعين الماضيين.

وبات نحو نصف عدد الـ 300 من المستشارين العسكريين الذين وعد بإرسالهم الرئيس الأمريكي باراك أوباما في بغداد أو استقلوا رحلاتهم نحوها.

وسيصل البقية خلال الأيام القليلة القادمة.

ويأتي الإعلان عن وصول المستشارين الأمريكيين بعد محادثات أزمة عقدها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري مع مسؤولي إقليم كردستان العراق في مدينة أربيل أمس الثلاثاء، وغداة محادثات مماثلة أجراها في بغداد وتعهد في ختامها بتقديم دعم أمريكي متواصل ومكثف.

ودعا كيري إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية، تتولى مهمة محاربة وطرد المسلحين السنة بقيادة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام الذين استولوا على مناطق واسعة في شمال العراق وغربه.

مركز عمليات مشتركة

وأوضح البنتاغون أن فريقين يضمان نحو 40 من العسكريين الأمريكيين بدأوا العمل في مساعدة القوات العراقية في الخطوط الأمامية.

وسيعمل نحو 90 آخرين في بغداد لتأسيس مركز جديد لقيادة العمليات المشتركة.

كما ستنظم أربعة فرق أخرى يضم كل واحد منها نحو 50 من العسكريين الأمريكيين خلال الأيام القليلة القادمة.

ويقول مراسل بي بي سي في واشنطن ديفيد ويليس إن إدارة أوباما شددت على أن هذه القوات لا تنوي القيام بمهمات قتالية بل ستقدم المشورة والمساعدة الاستخبارية للعراقيين.

ويضيف مراسلنا بأن الحكومة العراقية كانت طلبت دعم واشنطن الجوي عبر ضربات جوية لمواقع المسلحين، بيد أن الرئيس أوباما بدا مترددا من اتخاذ أي فعل يمكن أن يؤدي إلى اتهام الولايات المتحدة بدعم طرف محدد في النزاع الطائفي الدائر في العراق.

ويدير المتمردون بقيادة تنظيم “داعش” أجزاء كبيرة في شمال وغرب العراق، وبضمنها مدينة الموصل ثاني أكبر المدن العراقية.

وتقول الأمم المتحدة إن العنف في العراق أودى بحياة ما لا يقل عن 1075 شخصا في شهر يونيو/حزيران، معظمهم من المدنيين.

“أستراتيجية سياسية”

“يجب أن تتعاون دول المنطقة من أجل طرد مسلحي داعش، لأنه من غير المقبول أن تظل منظمة إرهابية مسيطرة على بعض الأراضي، متحدية شرعية الحكومات.”

وفي لقاء مع بي بي سي الثلاثاء، دعا وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى “استراتيجية سياسية” وإلى تعاون إقليمي لحل الأزمة في العراق.

وقال كيري، متحدثا مع كيم غطاس من بي بي سي، “يجب أن تتعاون دول المنطقة من أجل طرد مسلحي داعش، لأنه من غير المقبول أن تظل منظمة إرهابية مسيطرة على بعض الأراضي، متحدية شرعية الحكومات”.

وأوضح كيري أن الزعماء الأكراد وافقوا على “عدم وجود حل عسكري”، مضيفا “قد يتخذ إجراء عسكري، لكن ينبغي أن يكون هناك حل سياسي يعالج مسألة منح سلطات للناس في المجتمعات المحلية حيث يوجد مسلحو داعش اليوم”.

وقال كيري ” الضربات الجوية وحدها لن تسفر عن تغيير النتيجة. يجب أن تمتلك استراتيجية شاملة … وهي في جوهرها استراتيجية سياسية”.

وقد تعرض رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ، عضو التحالف الوطني الشيعي الذي يمثل الأغلبية الحاكمة، للعديد من الانتقادات لهيمنته على السلطة وتركيز الصلاحيات في يده وحلفائه في التحالف، مستبعدا الجماعات الأخرى وبضمنهم السنة والأكراد.

وكان كيري قد أجرى محادثات مع القادة الأكراد في مدينة أربيل الشمالية لبحث سبل حل الأزمة الحالية، في وقت واصل فيه المتمردون تقدمهم وواصلوا قتالهم للسيطرة على إحد مصافي النفط الرئيسية في البلاد.

ويأتي هذا الاجتماع في وقت يلوح فيه رئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني بانفصال واستقلال رسمي للإقليم عن بقية العراق.

وقال الزعيم الكردي في لقاء مع محطة سي أن أن التلفزيونية ” من الواضح أن العراق يتجزأ… والوقت الآن متاح أمام الشعب الكردي لتقرير مستقبله، وسنقف مع ما يقرره الشعب”.

بيد أن وزير الخارجية الأمريكي قال لبي بي سي إنه لا ينظر إلى منطقة كردستان على أنها منطقة منفصلة، مؤكدا على اعتقاد الولايات المتحدة في أن “العراق الموحد هو عراق قوي”.

ضربات جوية

وعلى صعيد آخر، تضاربت التقارير الواردة من العراق بشأن انتهاء معركة السيطرة على كبرى مصافي النفط العراقية في بيجي، إذ يؤكد المسلحون أنهم يسيطرون على المصفاة، بينما ينفى مسؤولون عراقيون ذلك، مشددين على أن القوات العراقية تواصل القتال دفاعا عن المصفاة وأنها صدت هجوم المسلحين عليها.

وقد ظلت المصفاة الواقعة في محافظة صلاح الدين تحت الحصار عشرة أيام، مع صد القوات الحكومية لهجمات المتمردين أكثر من مرة.

وتجهز المصفاة نحو ثلث الوقود والمشتقات النفطية في البلاد، وقد تسببت المعارك الجارية حولها في شح الوقود وترشيد استخدامه في كثير من مناطق البلاد.

ونقلت وكالة فرانس برس عن مسؤولين عراقيين قولهم إن الطيران العراقي قتل 19 مسلحا على الأقل في ضربات جوية قرب مدينة بيجي، فضلا عن ضربات جوية أخرى في منطقة حصيبة غربي العراق.

ونقلت وكالة رويترز عن مسؤولين أخرين إفادتهم بأن المسلحين هاجموا قاعدة البكر الجوية الكبيرة شمال بغداد.

ويواصل مسلحو “داعش” القتال للسيطرة على مناطق حدودية في محافظة الأنبار تربط بين العراق وسوريا، في محاولة لتحقيق أهدافهم في تشكيل نواة “دولة الخلافة” في البلدين.

وثمة تقارير متضاربة بشأن من يسيطر على معبر الوليد الحدودي بين العراق وسوريا ومعبر طريبيل مع الأردن.

إذ أفاد مسلحون عشائريون متحالفون مع تنظيم “داعش” أنهم سيطروا على المعبرين، بيد أن المتحدث العسكري العراقي اللواء قاسم عطا قال في مؤتمر صحفي ببغداد إن المعبرين تحت “السيطرة التامة” للقوات الأمنية العراقية.

+ -
.