وصل المفاوضون الإسرائيليون إلى القاهرة للاجتماع مع الوسطاء المصريين الذين يعقدون محادثات لإنهاء الحرب الدائرة في قطاع غزة منذ أكثر من شهر بين إسرائيل والنشطاء الفلسطينيين، تهدف إلى إيجاد حل طويل الأمد للصراع في غزة.
وأوضح الإسرائيليون أن مشاركتهم في المناقشات تقررت بعد وقف إطلاق النار لمدة ثلاثة أيام في غزة، والذي بدأ الأحد ليلا، ولا يزال ساري المفعول.
ويقول مراسل لبي بي سي في القدس إن إسرائيل ستواصل المطالبة بنزع السلاح في غزة، وإن حماس ستضغط من أجل رفع الحصار الإسرائيلي.
وكان الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي قد وافقا على هدنة جديدة اقترحتها مصر مدتها 72 ساعة، تفتح الباب لمحادثات مباشرة.
وهذه هي الهدنة الثانية في غضون أسبوع تقريبا، إذ اتفق الجانبان على هدنة الأسبوع الماضي، لكن الأعمال العسكرية استأنفت بعد ثلاثة أيام.
ويأمل الوسطاء المصريون في أن تفضي هذه الهدنة إلى وقف دائم لإطلاق النار.
وقالت وزارة الخارجية المصرية إن الهدنة ترمي أيضا إلى تهيئة الأجواء لتدفق المساعدات الإنسانية والإغاثة اللازمة، وإصلاح البنية التحتية في القطاع.
مخاطر محدقة
وجاءت الهدنة ثمرة المحادثات غير المباشرة التي تقودها القاهرة، وفي ظل تحذيرات من الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني من المخاطر المحدقة بالمباحثات، إذ قالت اسرائيل السبت إن المباحثات ستمضي قدما فقط في حال توقف إطلاق الصواريخ من غزة، في حين ربط الفلسطينيون مشاركتهم بتوقف إسرائيل عن وضع الشروط.
وهدد المفاوضون الفلسطينيون بالانسحاب من المباحثات ما لم يظهر الوفد الإسرائيلي الأحد في القاهرة.
وقال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إن إسرائيل لن تشارك في المباحثات ما دامت الصواريخ ومدافع الهاون من قطاع غزة مستمرة.
إلا أنه بحلول مساء الأحد أعلن التوصل إلى هدنة جديدة وموافقة الطرفين عليها.
وأدى الصراع الذي نشب في الثامن من يوليو/تموز في عملية أطلقت عليها إسرائيل “الجرف الصامد” إلى مقتل 1940 فلسطينيا وإصابة نحو عشرة آلاف آخرين، بينما قتل من الجانب الإسرائيلي 63 جنديا وثلاثة مدنيين.
وتتمسك الفصائل الفلسطينية في القاهرة وفي مقدمتها حماس بمجموعة من المطالب لوقف القتال ومن بينها رفع الحصار الإسرائيلي عن القطاع برا وبحرا، وفتح معبر رفح مع الجانب المصري، وتوسيع الرقعة البحرية للصيد، بينما تطالب إسرائيل بنزع سلاح الفصائل.
ومنذ انتهاء الهدنة الأولى صباح الجمعة إلى بدء الهدنة الثانية استأنفت إسرائيل غاراتها على غزة واستمر إطلاق الصواريخ على إسرائيل. وقد قتل 20 فلسطينيا في غارات إسرائيلية خلال تلك الفترة.