قام وفد من الجولان المحتل، صباح اليوم، بتقديم واجب العزاء بالمناضل والوزير الفلسطيني الشهيد زياد أبو عين في بيت عائلته في رام الله.
ضم الوفد الجولاني عدد من النشطاء السياسيين والاجتماعيين والأسرى السابقين، حيث استقبل صباحاً في مقر هيئة شؤون الأسرى الفلسطينيين في رام اله، قبل أن يتوجه إلى منزل عائلة الفقيد.
وفي بيت العزاء تحدث عدد من أعضاء الوفد فعددوا مناقب الشهيد واستذكروا العلاقة الوثيقة التي ربطته بالجولان المحتل، وعلاقة الصداقة الشخصية التي جمعت بعض أعضاء الوفد بالشهيد منذ أيام الاعتقال المشتركة في السجون الإسرائيلية، وأثناء عمله كوكيل وزارة الأسرى في السلطة الوطنية الفلسطينية منذ العام 2003.
واستشهد الوزير أبو عين أثناء مشاركته في مظاهرة سلمية وحملة لزرع الزيتون في الحقول التي قام المستوطنون اليهود باقتلاعه أشجار الزيتون منها، وفارق الحياة نتيجة تعرضه للضرب والخنق من قبل أفراد الجيش الإسرائيلي.
ويعتبر أبو عين أحد قيادات الثورة الفلسطينية، وكان عضوا في المجلس الثوري لحركة فتح، وشغل منصب وكيل وزارة الأسرى منذ العام 2003، وقبلها شغل منصب مدير عام هيئة الرقابة العامة التي انيط بها محاربة الفساد وتقييم أداء السلطة الوطنية الفلسطينية، كذلك انتخب رئيساً لرابطة المقاتلين في المحافظات الشمالية وعضو اللجنة الحركية العليا لحركة فتح، ورئيس اتحاد الصناعيين الفلسطينيين ومسؤول ملف الرقابة الحركية بحركة فتح والآن ملف الرقابة الحركية بالمجلس الثوري.
اعتقل ابو عين في العام 1977 أثناء ترؤسه اتحاد شباب فلسطين داخل فلسطين، وفي العام 79 أعيد اعتقاله في الولايات المتحدة الأميركية بعد مطاردة ساخنة من قبل الموساد والمخابرات الأميركية بتهمة القيام بعمليات مسلحة أدّت إلى قتل وجرح العشرات من الإسرائيليين ، حيث تم اعتقاله في سجن شيكاغو لمدة ثلاثة اعوام وذلك حتى يتم تسليمه لسلطات ألاحتلال الإسرائيلي .
وتحولت قضيته الى قضية عالمية حركت الضمير العالمي وأشعلت المظاهرات في شتى عواصم العالم ، مما أدى إلى عقد عدة اجتماعات من هيئة الأمم المتحدة ولجان حقوق الانسان والجامعة العربية ، حيث صدرت عدة قرارات دعت الولايات المتحدة الأميركية إلى عدم تسليمه للإحتلال ، حيث استدعي السفير الأميركي في عدد من دول العالم وذلك للضغط على بلادهم من أجل عدم تسليمه. وخلال ذلك خاض ابو عين مجموعه من الإضرابات عن الطعام ، حيث رفضت السلطات الأميركية السماح لطبيب من الصليب الأحمر الأميركي زيارته ، فصمم أبو عين على مواصلة الإضراب المفتوح على الطعام مطالبا بحضور طبيب من الهلال الاحمر الفلسطيني من بيروت ، وهذا ما كان تحت ضغوط الإضراب عن الطعام والخوف على حياته بعدما تحولت قضيته الى قضية راي عام دولي ، حيث أحُضر طبيب بناء على طلب الولايات المتحدة من مستشفى عكا ببيروت أرسله الرئيس الشهيد ابو عمار خصيصا لمعاينة أبو عين . إلاّ أن الولايات المتحدة عمدت إلى تسليم ابو عين الى اسرائيل حيث اقتيد وسط حراسات مشددة للتحقيق ، واعتبر أول فلسطيني في التاريخ يسلّم لإسرائيل ، تلك التي حكمته بالسجن المؤبد وذلك من دون أي اعترافات وذلك تبعاً لما كان يسمى قانون تامير ، حيث تطوّع عدد كبير من المحاميين الدوليين والعرب والفلسطينيين للدفاع عنه ، ورأس الفريق رمزي كلارك وزير العدل الأميركي السابق .