حارة الشميس غير موصولة بشبكة الصرف الصحي!

حارة الشميس الغربية، أحدث حارات مجدل شمس، بدأ البناء فيها قبل 15 عاماً تقريباً، وتعد اليوم قرابة 20 منزلاً، لا تزال جميعها غير موصولة بشبكة الصرف الصحي، وتصب معظم  مياه المجاري من هذه البيوت في الوادي، وبعضها القليل في حفر مؤقته أقامها أصحابها على نفقتهم الخاصة.

لا نزيد أن نتحدث عن الإهمال المسبق في تهيئة البنية التحتية بصورة عامة لهذه الحارة الحديثة، التي من المفروض أن تكون نموذجية، نظراً لحداثتها وبدء البناء فيها من نقطة الصفر، الأمر الذي أعطى قسم الهندسة في المجلس المحلي إمكانية التخطيط المسبق لشوارع هذه الحارة (الشارع الرئيسي على الأقل)، لكي نتجنب في المستقبل الحالة الفوضوية المأساوية التي تعيشها البلدة في الحارات القديمة، وذلك من ضيق الشوارع وعدم استقامتها، وسوء شبكة الكهرباء والهاتف، ولكننا نريد أن نتحدث عن أمر أساسي هو  شبكة الصرف الصحي…

إن تصريف مياه المجاري بالصورة التي نراها اليوم في حارة الشميس يشكل خطراً صحياً وبيئياً كبيراً على أهل الحارة نفسها، أولاً، وعلى أهالي البلدة بصورة عامة. فهذه المياه هي بيئة مثالية لنمو الجراثيم والحشرات ومصدراً للأمراض الخطيرة التي ممكن أن تنقلها هذه الحشرات والحيوانات إلى الإنسان، هذا بالإضافة إلى تتسرب هذه المياه الملوثة إلى باطن الأرض فتلوث المياه الجوفية وتلوث التربة نفسها، وهذا أمر لا يقل خطورة عن الأمر الأول.

كان الادعاء خلال السنوات السابقة أن الحارة بعيدة ولا يمكن وصلها بشبكة الصرف العامة للبلدة، ذلك لأن الحارة تقع على المقلب الآخر لتلة الشميس، ووصلها بشبكة الصرف يتطلب ميزانية كبيرة لا يمكن للمجلس المحلي تحملها، وفي هذا الكلام حق لا يمكن علينا إنكاره.. أما الآن وقد تسلمت شركة “تنور” مسؤولية شبكة الصرف الصحي، فإنه من واجب المجلس المحلي الضغط على “تنور” لوصل الحارة بالشبكة، خاصة وأن الشركة قامت خلال الأشهر الماضية بوصل المنطقة الصناعية بالشبكة، وأصبحت خطوط هذه الشبكة على بعد بضع عشرات الأمتار من حارة الشميس، التي تقع مباشرة فوق المنطقة الصناعية…

لم يعد هناك أي حجة مقنعة بعد الآن لأحد، تفسر عدم وصل حارة الشميس بشبكة الصرف الصحي، سوى  الإهمال وعدم تحمل المسؤوليات اتجاه الأهالي…