ثميناً كان اليلُ مختبئاً خلف ساعات المساء، متعباً من ضوء النهار، ينام منتظراً كسوف الشمس ... ثمينةً كانت تلك الليلة، غابت عنها النجوم وتغييب لأجلها القمر ...
اشتقت اليك
شوق يد لتقطف الضوء من كل المساحات
شوق طائر عائد لعشه في العشيات
وجه
يرسم إبتسامة حائرة
وينزف دمعة ساخنة
يا صاحبي عغيبتك لوعتني
بكيتني جرحتني وجعتني
كيف انطفيت وكنت نور كبير
أتريثُ قليلاً على مساحات الفجر الأزرق
ثم أشتهي ما لي فيكِ من نزوات عربية
وما لي في غرناطةٍ من حارات اسبانية
نعم.. ها هو صوت الحفيف ما بين أذرعي المهملة, وما بين أرض الحرية الموردة. نعم.. ها هو صراخ الرذاذ الذي ارتطم بساقي المتعبتان، وقد تحول إلى رمادٍ يضلل ملامحي الأنثوية الصاخبة
تعب الليل من سهري
واشفق علي من قدري
بعث نجومه تواسيني
فلسطين كلها ستعود
والقدس ايضاً ستعود
وأوراق التين على اشجارنا ستزهر وروداً وعود
وردٌ على الأسلاك الشائكة...
دمٌ على الأسلاك الشائكة..
وسندسٌ من غضب بيني وبين الأسلاك الشائكة...
قال لي قبل أن يرحل: انتظريني سأعود يوما، ودعيني بابتسامة لا بالدموع، فأنا لك وأنت لي حتى ولو سافرت للقمر. سأعود يوما، سأتحدى كل الصعاب، ولن أرضى الاغتراب.. قال انتظريني: ورحل....